يأتي اليوم العالمي للطاقة النظيفة من كل عام في بلد يسوده التلوث البيئي والاقتصادي والسياسي، فيجد في الطاقة المتجددة نافذة يخفف عنه عبء الكارثة. أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة 26 كانون الثاني/ يناير يوما عالميا للطاقة النظيفة بمثابة دعوة لإذكاء وعي الناس وحشدهم للعمل للانتقال الشامل إلى الطاقة النظيفة بما يعود بالنفع على الناس والكوكب. تُستمد الطاقة النظيفة أو المتجددة من مصادر متنوعة، وكل مصدر يٌنتج نوعا من الطاقة، كالطاقة الشمسية، الرياح، الكهرمائية، الحرارية الأرضية، وطاقة المدجزرية وتُعدّ هذه الأخيرة حديثة وأُنشأت لأول مرة في فرنسا. وتُستخدم الطاقة المتجددة في مجالات متعددة كالمجال العسكري، المنزلي، الزراعي والصناعي وغيرها... يلتبس على الكثير اعتبار الطاقة النظيفة كوسيلة من وسائل مواجهة التغيّر المناخي الذي نشهده بوتيرة أكبر هذه الأيام، إلّا أن، المتخصصة في التربية البيئية د.فاطمة ياسين، تنفي هذه المقاربة، موضحةً أننا نستخدم هذه الطاقة البديلة كوسيلة للحد من تسارع الإحترار العالمي، أما مواجهة التغير المناخي فيتم عبر وسائل مختلفة منها إعادة إلتقاط الكربون، إلخ.. وتشير دراسة للجمعية العامة للأمم المتحدة أن "أكثر من 75% من انبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري في العالم تأتي من حرق الوقود الأحفوري_وهو مصدر طاقة غير متجددة_ للحصول على الطاقة". وتفيد د. ياسين لموقع قناة الإيمان، أن مناطق شرق المتوسط وشمال أفريقيا تستخدم الشمس والرياح كطاقة بديلة أكثر من غيرها، والطاقة الشمسية هي الأكثر استخدامًا في لبنان على وجه الخصوص لا سيما في السنوات الأخيرة، حيث باتت تعتمد الكثير من البلدات على الطاقة الشمسية في مختلف الأماكن العامة والزراعة والمساجد واعتمدت عليها البلديات بشكل أساسي لتلبية احتياجات المواطنين. على سبيل المثال، لا الحصر، تعتبر بلدة قبريخا الجنوبية من أولى البلدات اللبنانية التي تواجدت فيها حقول طاقة شمسية "منذ ما يقارب عشر سنوات، ومثيلتها بلدة دير قانون النهر حيث تعمل الآبار على الطاقة الشمسية إضافة إلى حقل طاقة شمسية يغذي المنطقة بأكملها ما يخفف من استخدام المولدات الكهربائية". وعلى الرغم من أن الطاقة البديلة جاءت بالدرجة الأولى كصديقة للبيئة وزيادة الوعي البيئي العالمي، إلّا أنها في لبنان والشرق الأوسط أخذت منحى إقتصادي أكثر من كونها مخاوف بيئية أو مناخية، فاعتماد المراكز المختلفة على الطاقة الشمسية جاء للحد من استخدام الوقود الأحفوري نتيجة ارتفاع التكلفة التي فرضت الأزمة الاقتصادية استخدامها بهدف الحصول على الأمان الطاقي وتحقيق جدوى اقتصادية، حسبما أفادت د. ياسين. خلقت الطاقة البديلة _والطاقة الشمسية تحديدا_ سوق عمل جديدة في لبنان، حيث بات الطلب عليها كثيفا كونها حاجة مُلحّة، ويعتبر هذا الأمر في غاية الأهمية على الصعيد الاقتصادي مع وجود اختصاصيين في هذا المجال ومراكز تدريبية، إلّا أن الكارثة تقع في عمل غير المتخصصين فيها، ما يترتّب عنها خسائر مادية فادحة. في هذا السياق، تؤكد د. ياسين، أن هناك مسؤولية في وعي الأفراد أهمية الطاقة البديلة وترشيد الإستتهلاك والحفاظ عليها، كتنظيف ألواح الطاقة الشمسية للحفاظ على كفاءتها، والأنابيب في طاقة تسخين المياه بين الفينة والأخرى، "مع العلم أن إدراك الأفراد لصيانة وتشغيل الطاقة لا يتطلب مستوى علمي بل وعي ومتابعة بهدف تحقيق النجاعة الطاقية ما يخفف من استخدام الDIESEL". وتضيف، "يصل الإشعاع في منطقة البحر المتوسط إلى 300 يوما في السنة، مع هذا لا يمكن الإكتفاء بالطاقة النظيفة في المنطقة كمصدر أوحد للطاقة لاسيما في ظل الإعتماد عليها في المراكز الطبية والتعليمية" بسبب طبيعة المناخ المسيطر في المنطقة، على سبيل المثال، انعكاس فصل الشتاء على انتاج الطاقة الشمسية. على صعيد التحديات، تبعا" لـ د.ياسين، يواجه لبنان تحدي التمويل لأنظمة الطاقة بالدرجة الأولى، إن كان على صعيد التمويل الفردي أو المؤسساتي، وفي الدرجة الثانية التحدي التقني، فعلى الرغم من وجود تشريعات وقوانين تتعلق بترشيد استهلاك الطاقة عبر أنظمة ذكية إلى أنها تفتقد إلى التطبيق على أرض الواقع، إضافة إلى افتقار وجود مساحات شاسعة لحقول الطاقات الشمسية لا سيما في المدن، وأدت الحرب الأخيرة في لبنان إلى تدمير قسم كبير من أنظمة الطاقة الشمسية والآبار الارتوازية تحديدا في المناطق الحدودية. ويختلف الأمر بالنسبة لبعض الدول العربية الأخرى، حيث يُعتبر أكثر تطورا، "فتضم المغرب أكبر حقول أطباق شمسية، وفي مصر أكبر حقول طاقات شمسية، والإمارات العربية بالكاد تعتمد على الوقود الأحفوري نتيجة لاعتمادها بشكل كبير على أنواع متعددة من الطاقة البديلة، وتعمل آلاف المساجد في الأردن على الطاقة الشمسية، وغزة اعتمدت على الطاقة البديلة بشكل أساسي بل أوحد في الحرب الأخيرة"، تبعا لما ختمت د.ياسين. وعلى الصعيد العالمي، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يأتي 60%، من إجمالي قدرة الطاقة المتجددة المركبة في جميع أنحاء العالم بين عامي 2025 و2030، من الصين وحدها. الذكاء الاصطناعي يدعم الطاقة المتجددة تُظهر التقنيات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إمكانية تحسين إنتاج الطاقة من مصادر متجددة، مثل الشمس والرياح، بنسبة تصل إلى 20 في المائة بحسب دراسات شركة «ماكنزي». ويعزز ذلك الدمج السلس للطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء، مما يجعلها أكثر موثوقية وفعالية من حيث التكلفة. في هذا السياق، يُفيد المتخصص في الذكاء الاصطناعي د. قاسم دنش، بوجود تقنيات ذكاء اصطناعي تعتمد على التحليلات التنبئية " predictive analytics" تقوم هذه الأنظمة بتحليل أنماط استخدام الطاقة والتنبؤ بالطلب، مما يضمن الاستفادة القصوى من الموارد وتقليل الفاقد. ويُضيف أن اعتماد التقنيات النظيفة "clean technologies" يساعد في ترشيد الطاقة بطريقة أكثر ذكاءً ، على سبيل المثال يمكننا من خلالها توقع اوقات محددة لتشغيل البطارؤيات والمكيفات وغيرها من الأدوات، كذلك الأمر بالنسبة لترشيد الإستهلاك في عمليات الري، والمسح الجوي الذكي الذي يعمل بطريقة تصوير جوي و تُصنَّف المساحات الزراعية وتشغيل المولدات المائية بطريقة أوتوماتيكية، "ولا تتوقف بطريقة اعتباطية بل بعد تحليل بيانات الصور الجوية لمعرفة ما إذا جفت التربة أم لا"، وهذا ما يسمى أيضا بالـ computer vision.
Today, we’re excited to launch the beta Planet Analytics: a new solution that transforms satellite imagery into intelligent information feeds, giving customers deeper insights about places they care about. #QueryableEarth Learn how Planet Analytics works: https://t.co/jLQwUpz05D pic.twitter.com/2LNOK52M00 — Planet (@planet) July 18, 2018
Today, we’re excited to launch the beta Planet Analytics: a new solution that transforms satellite imagery into intelligent information feeds, giving customers deeper insights about places they care about. #QueryableEarth Learn how Planet Analytics works: https://t.co/jLQwUpz05D pic.twitter.com/2LNOK52M00