أفادت المنظَّمة العالمية للأرصاد الجوية، في تقرير سنوي رصد مستويات الاحتباس الحراري، بأنَّ الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ارتفعت ارتفاعًا ملحوظًا في العام الماضي، وهي بذلك ترسخ أنماط طقس مدمرة على نحو متصاعد بخلاف استقرارها في العقود الماضية.
وقد صدر عن الوكالة التابعة للأمم المتحدة نشرة خاصة بغازات الاحتباس الحراري قبيل مؤتمر قمة الأمم المتحدة عن تغير المناخ التي ستعقد في مدريد الأسبوع المقبل. وسيتم فيها قياس تركيز الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي .
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس: "ليس هناك ما يشير إلى وجود تباطؤ، ناهيك بانخفاض، في تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، رغم جميع الالتزامات المفروضة بموجب اتفاق باريس بشأن تغير المناخ".
وأضاف: "يعني هذا الاتجاه المستمر على المدى الطويل أنَّ الأجيال القادمة ستواجه تأثيرات حادة ومتزايدة لتغير المناخ، منها ارتفاع درجات الحرارة وطقس أكثر تطرفًا وإجهاد مائي وارتفاع مستوى سطح البحر واختلال النظم الإيكولوجية البحرية والبرية".
وجاء في تقرير المنظمة أنَّ تركيز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من حرق الوقود الأحفوري، والذي يعد المساهم الأكبر في الاحتباس الحراري، ارتفع من 405.5 أجزاء في المليون في 2017 إلى 407.8 أجزاء في المليون في 2018، متخطيًا متوسط معدل الزيادة بين 2005 و2015 الذي بلغ 2.06 جزء في المليون.
وأشار تالاس إلى أنّ "آخر مرة شهدت الأرض فيها تركيزات مماثلة لثاني أكسيد الكربون كانت قبل ثلاثة إلى خمسة ملايين سنة".
وذكر التقرير أنَّ مستويات غاز الميثان ارتفعت إلى معدلات قياسية جديدة. ويوضح التقرير أنَّ غاز الميثان هو مسبب قوي لظاهرة الاحتباس الحراري، إلى جانب غاز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز .
ويقيّم تقرير "فجوة الانبعاثات" السنوي، الصادر عن هيئة الأمم المتحدة، والمقرّر أن يصدر اليوم الثلاثاء، ما إذا كانت سياسات خفض الانبعاثات التي تتبعها الدول كافية أم لا.