Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد
الصور و الفيديوهات
( 2 )

الأدب والاسلام جانبان لا يمكن تفرقتهم

08 نيسان 25 - 16:25
مشاهدة
289
مشاركة

يحتلُّ الأدب مكانة مهمة في العالم الاسلامي، ويُعتبر أساس متين لبناء شخصية انسانية صالحة، فهو ليس مجرد مظهر خارجي وحسب، بل نظام متكامل يشمل السلوك اللفظي والعملي والوجداني، فقد أكد الله تعالى في القرآن الكريم، على ضرورة التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، كما حرص رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع) على إبراز أن الأخلاق الحسنة تُعدّ زاد المؤمن في حياته الدنيا والآخرة.

مِمّا لا شك فيه أن الأدب منظومة سلوكية تشمل الإحترام في التعامل مع النفس والآخرين، والالتزام بالقيم الإخلاقية الراقية، والسلوك الحسن، والتهذيب واللطف، وسوى ذلك من السلوكيات التي تجتذب الآخرين بما يبديه الفرد لهم من احترام وتقدير واهتمام، والأدب كغيره من الصفات الأخلاقية ينمو ويزداد بالتزكية الدائمة للنفس، وتهذيبها المستمر، وتعزيز العلاقة بالله تعالى باعتباره المثل الأعلى، وارتباط الأدب بالمعرفة والعلم لا يُنكر أبداً، فكلما زادت معرفة الإنسان زاد أدباً، ومن زاد أدبه زاد بهاؤه وأشرق وجهه بالنور، وقلّت مساوئه وأخطاؤه.  


في المقابل فإن العلاقة بين قلة الأدب وكثرة المساوئ واضحة من غير لبس، وتنتج عن ذلك آثار شديدة السلبية والخطورة، ولعل من أبرزها:

أولاً: الانحراف عن الدين وغاياته: فحين يقلّ الأدب يصبح الإنسان عرضة لسوء التصرف، مما يؤدي إلى تزايد العيوب الأخلاقية والسلوكيات المعيبة لديه، ومن المعلوم أن الغاية القصوى للدين صناعة إنسان مؤدّب، إنسانٍ يتأدّب بآداب الله تعالى، ويتخلَّق بأسمائه، ولذلك كلما زاد إيمانه زاد أدبه، وكلما نقص إيمانه نقص أدبه وظهرت المزيد من مساوئه.

ثانياً: التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية، إذ لا نقاش في أن سوء الأدب ينعكس سلباً على علاقات الفرد مع مجتمعه، إذ يؤدي إلى نفور الناس منه، واستثقالهم وجوده بينهم، واجتنابهم التعامل معه.

ثالثاً: الخلل النفسي والروحي فقد أثبتت الأبحاث المتخصصة أن اضطرابات نفسية كثيرة تنجُم عن قلة الأدب، مِمّا يؤدّي بالإنسان إلى انشغاله بشهواته، وانصياعه لغرائزه، وهي جموحة نَهِمة لا تشبع من الكثير، الأمر الذي يؤدي إلى خلل نفسي رهيب لديه.

نستنتج مما سبق:

أولاً: ضرورة تربية الناشئة على الأدب، وضرورة أن يؤدِّب الفرد نفسه على ذلك ولو كان متقدما في العمر، بل هو أحوج إلى ذلك من سواه. 

ثانياً: تكريس وقت يومي لمطالعة كتب الأخلاق، وأحاديث النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام، وقراءة سيرتهم، وسيرة العلماء والصالحين وعلماء الأخلاق.

ثالثاً: اعتماد الرقابة الذاتية الدائمة ومحاسبة النفس باستمرار، والاعتراف بالخطأ والمسارعة إلى تصحيحه فور حدوثه.

بقلم الباحث اللبناني في الدراسات الدينية السيد بلال وهبي
Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

أخبار العالم الإسلامي

الأدب

الاسلام

أخلاق حسنة

القرآن الكريم

الاحترام

الإمام علي

أهل البيت

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

أعلام

آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم | أعلام

07 نيسان 25

أعلام

المفكر والمؤرخ مالك بن نبي | أعلام

31 آذار 25

أعلام

الداعية د. فتحي يكن | أعلام

24 آذار 25

بلا عنوان

بلا عنوان مع السيد شفيق الموسوي | وفاة السيدة خديجة (ع)

21 آذار 25

ولتطمئنّ قلوبكم

الأمن الأسري | ولتطمئن قلوبكم، السيد بلال وهبي

21 آذار 25

ولتطمئنّ قلوبكم

شروط توفير الأمن الغذائي | ولتطمئن قلوبكم، السيد بلال وهبي

20 آذار 25

بلا عنوان

بلا عنوان مع السيد شفيق الموسوي | الحلقة السادسة عشر

19 آذار 25

ولتطمئنّ قلوبكم

الأمن الغذائي | ولتطمئن قلوبكم، السيد بلال وهبي

19 آذار 25

بلا عنوان

بلا عنوان مع السيد شفيق الموسوي | الحلقة السادسة عشر

18 آذار 25

ولتطمئنّ قلوبكم

سبل تحقيق الأمن الإقتصادي | ولتطمئن قلوبكم، السيد بلال وهبي

18 آذار 25

بلا عنوان

بلا عنوان مع السيد شفيق الموسوي | الحلقة الخامسة عشر

17 آذار 25

في دروب الصلاح - رمضان 2025

الإمام الحسن (ع) وحفظ الرسالة الإسلامية | محاضرة رمضانية لسماحة العلامة السيد فضل الله (رض)

17 آذار 25


يحتلُّ الأدب مكانة مهمة في العالم الاسلامي، ويُعتبر أساس متين لبناء شخصية انسانية صالحة، فهو ليس مجرد مظهر خارجي وحسب، بل نظام متكامل يشمل السلوك اللفظي والعملي والوجداني، فقد أكد الله تعالى في القرآن الكريم، على ضرورة التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، كما حرص رسول الله (ص) والأئمة الأطهار (ع) على إبراز أن الأخلاق الحسنة تُعدّ زاد المؤمن في حياته الدنيا والآخرة.

مِمّا لا شك فيه أن الأدب منظومة سلوكية تشمل الإحترام في التعامل مع النفس والآخرين، والالتزام بالقيم الإخلاقية الراقية، والسلوك الحسن، والتهذيب واللطف، وسوى ذلك من السلوكيات التي تجتذب الآخرين بما يبديه الفرد لهم من احترام وتقدير واهتمام، والأدب كغيره من الصفات الأخلاقية ينمو ويزداد بالتزكية الدائمة للنفس، وتهذيبها المستمر، وتعزيز العلاقة بالله تعالى باعتباره المثل الأعلى، وارتباط الأدب بالمعرفة والعلم لا يُنكر أبداً، فكلما زادت معرفة الإنسان زاد أدباً، ومن زاد أدبه زاد بهاؤه وأشرق وجهه بالنور، وقلّت مساوئه وأخطاؤه.  

في المقابل فإن العلاقة بين قلة الأدب وكثرة المساوئ واضحة من غير لبس، وتنتج عن ذلك آثار شديدة السلبية والخطورة، ولعل من أبرزها:

أولاً: الانحراف عن الدين وغاياته: فحين يقلّ الأدب يصبح الإنسان عرضة لسوء التصرف، مما يؤدي إلى تزايد العيوب الأخلاقية والسلوكيات المعيبة لديه، ومن المعلوم أن الغاية القصوى للدين صناعة إنسان مؤدّب، إنسانٍ يتأدّب بآداب الله تعالى، ويتخلَّق بأسمائه، ولذلك كلما زاد إيمانه زاد أدبه، وكلما نقص إيمانه نقص أدبه وظهرت المزيد من مساوئه.

ثانياً: التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية، إذ لا نقاش في أن سوء الأدب ينعكس سلباً على علاقات الفرد مع مجتمعه، إذ يؤدي إلى نفور الناس منه، واستثقالهم وجوده بينهم، واجتنابهم التعامل معه.

ثالثاً: الخلل النفسي والروحي فقد أثبتت الأبحاث المتخصصة أن اضطرابات نفسية كثيرة تنجُم عن قلة الأدب، مِمّا يؤدّي بالإنسان إلى انشغاله بشهواته، وانصياعه لغرائزه، وهي جموحة نَهِمة لا تشبع من الكثير، الأمر الذي يؤدي إلى خلل نفسي رهيب لديه.

نستنتج مما سبق:

أولاً: ضرورة تربية الناشئة على الأدب، وضرورة أن يؤدِّب الفرد نفسه على ذلك ولو كان متقدما في العمر، بل هو أحوج إلى ذلك من سواه. 

ثانياً: تكريس وقت يومي لمطالعة كتب الأخلاق، وأحاديث النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام، وقراءة سيرتهم، وسيرة العلماء والصالحين وعلماء الأخلاق.

ثالثاً: اعتماد الرقابة الذاتية الدائمة ومحاسبة النفس باستمرار، والاعتراف بالخطأ والمسارعة إلى تصحيحه فور حدوثه.

بقلم الباحث اللبناني في الدراسات الدينية السيد بلال وهبي
أخبار العالم الإسلامي,الأدب, الاسلام, أخلاق حسنة, القرآن الكريم, الاحترام, الإمام علي, أهل البيت
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية