16 تشرين الثاني 21 - 20:00
تتوالى ردود الفعل الدولية بشأن الأزمة الإنسانية على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، حيث يتواجد الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من دول الشرق الأوسط، في ظروف إنسانية وطبيعية صعبة، وفي ظل درجات حرارة متدنية.
روسيا: مستعدون لتقديم المساعدة
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثةً هاتفيةً مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حسبما أفادت الخدمة الصحفية للكرملين، اليوم الثلاثاء.
وجاء في بيان الكرملين أنَّ "تبادل الآراء بشأن أزمة الهجرة على حدود بيلاروسيا مع دول الاتحاد الأوروبي مستمرٌ، مع الأخذ في الاعتبار المحادثة الهاتفية السابقة التي أجراها ألكسندر لوكاشينكو مع المستشارة الألمانية بالنيابة أنغيلا ميركل".
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، إنَّ "روسيا تتخذ جميع الخطوات الممكنة لحل أزمة الهجرة على الحدود البيلاروسية البولندية، وهي مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة".
وأضاف لافروف "نحن نبذل قصارى جهدنا للمساعدة في حل هذه الأزمة"، وتابع "تواصل ممثلو عدد من دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك ألمانيا وفرنسا مع الرئيس بوتين. نحن مطالبون بتقديم المساعدة ونحن على استعداد لتقديم هذه المساعدة".
ألمانيا: ميركل ناقشت مع لوكاشينكو تقديم مساعدات إنسانية
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ناقشا عبر الهاتف "قضية تقديم مساعداتٍ الإنسانية للاجئين والمهاجرين".
وتعتبر هذه المحادثات أول اتصال معروف بين رئيس روسيا البيضاء ومسؤول غربي كبير، منذ أن أثارت الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء العام الماضي احتجاجات حاشدة من قبل المتظاهرين الذين اتهموا لوكاشينكو بتزوير الانتخابات، وهي تهمة ينفيها.
فرنسا: بيلاروسيا تستغل اللاجئين
واليوم أيضاً، اتهمت الحكومة الفرنسية بيلاروسيا بتدبير "مسرحية مروعة" عند الحدود مع بولندا، من خلال استغلالها "آلاف المهاجرين اليائسين".
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال في مؤتمرٍ صحفي "إنهم يأخذون آلاف المهاجرين اليائسين، يحشدونهم عند الحدود، ويلتقطون بأنفسهم الصور بهدف إثارة انقسامات بيننا وشرذمتنا في أوروبا، وبث الخوف بين الأوروبيين".
وسُئِل أتال عما إذا كانت باريس تؤيد بناء بولندا جداراً عند حدودها، فأبدى "تضامن" فرنسا، مؤكِّداً أنه "لا يعود لنا إعطاء دروس لدول تواجه أوضاع كهذه".
وشدَّد أتال على أن "أوروبا موحدة منذ بدء هذه الأزمة". في الوقت الذي يُعِدُّ التكتل مع الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا.
وتعليقاً على المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، وذكّر المتحدث بأنهما "اتفقا على تدابير لقطع الطرق التي يستخدمها المهرّبون، وخصوصاً للسماح للمفوضية السامية للاجئين بالتدخل وتنظيم عمليات عودة إنسانية للاجئين".
أميركا: سنفرض عقوبات مع الاتحاد الأوروبي
أعلنت الولايات المتّحدة الإثنين أنّها "تُعِدّ بالتنسيق مع الاتّحاد الأوروبي" لفرض عقوبات جديدة ضدّ نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو ردّاً على ما وصفته بـ"استغلاله اللاإنساني للمهاجرين العالقين على حدود بلاده مع بولندا". في حين وافق الاتحاد الأوروبي، يوم أمس الاثنين على تشديد العقوبات على بيلاروسيا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على حزمة خامسة من العقوبات التي سيتم إقرارها في الأيام المقبلة. وأضاف أنهم سيستهدفون شركات طيران ووكالات سفر وأفرادا متورطين في "هذا الاستغلال غير القانوني للمهاجرين".
فيما صرّح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "هذا النظام اللاإنساني المتمثل في استخدام اللاجئين أدوات لممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي تفاقم خلال الأيام الماضية"، وتعهد باستهداف المتورطين فيما سماه "الاتجار بالبشر".
وبعدما أعلن الاتّحاد الأوروبي أنّه يحضّر لفرض عقوبات جديدة على بيلاروس، حذّر لوكاشينكو من أنّه جاهز للردّ إذا نفّذت بروكسل وعيدها، مؤكِّداً في الوقت نفسه أنه يريد تجنّب أن تتحولّ أزمة المهاجرين إلى "مواجهة".
وثمة 2000 إلى 3000 مهاجر غالبيتهم العظمى من إقليم كردستان العراق، عالقون عند الحدود بين بيلاروس وبولندا فيما درجات الحرارة دون الصفر.