دارت مواجهات داخل مراكز التسوق في هونغ كونغ بين المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والشّرطة، اليوم الخميس، لليوم الثالث على التوالي، تزامناً مع فترة عيد الميلاد. وردَّد المحتجون في عدة مراكز تسوّق شعارات مناهضة للحكومة والشرطة.
واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ضدّ عشرات المتظاهرين في مركز تسوّق في حي تاي بو، إضافةً إلى صبغة زرقاء اللون لتحديد المشتبه بهم، وأوقفت عدداً من الأشخاص.
وتشهد هونغ كونغ احتجاجات متواصلة منذ أكثر من ستة أشهر، أثّرت سلبًا في سمعة المدينة كمركز مالي مستقر، ما دفع اقتصادها باتّجاه الركود. وباتت مراكز التسوّق الكثيرة في المدينة مواقع معتادة للتظاهرات، في ظلّ محاولة المحتجين التأثير في الاقتصاد.
والشّهر الماضي، تراجع العنف نسبيًا بعدما حقَّق المرشّحون المؤيدون للحركة الاحتجاجية فوزاً كاسحاً في الانتخابات المحلية، لكن رفْض بكين وحكومة هونغ كونغ تقديم أيّ تنازلات تسبَّب بعودة الاحتجاجات والمواجهات خلال فترة عيد الميلاد.
وعشية عيد الميلاد، وقعت أسوأ موجة عنف منذ أسابيع، إذ اندلعت مواجهات استمرَّت لساعات بين الشرطة والمحتجين في حي مكتظّ للتسوّق. واندلعت صدامات متقطّعة وأقل شدّة مجدداً داخل مراكز التسوّق يوم عيد الميلاد.
وأشارت رئيسة هونغ كونغ التنفيذية، كاري لام، المؤيّدة لبكين، أمس، إلى أنَّ التظاهرات العنيفة "أفسدت" عيد الميلاد، لكنَّ المتظاهرين يصرّون على أنه لم تعد لديهم الكثير من الخيارات سوى العودة إلى الشّوارع، نظراً إلى عدم تقديم بكين ولام أيّ تنازلات.
وتشعر شريحة واسعة من السكّان بالغضب من هيمنة بكين وسياسات حكومة المدينة التي تتمتَّع بحكم شبه ذاتي، في وقت يضغطون للحصول على مزيد من الحريات وسط دعوات لمحاسبة الشرطة.
وانطلقت التظاهرات احتجاجًا على خطّة تمَّ التخلّي عنها لاحقًا، تسمح بتسليم المطلوبين إلى البر الصيني الرئيسي.
وتشمل مطالب المحتجّين فتح تحقيق مع الشرطة، والعفو عن أكثر من 6000 شخص تم اعتقالهم، وإجراء انتخابات حرة لاختيار حاكم للمدينة.