كشف علماء فلك مطلع الأسبوع الحاليا عن واحد من أهم وأحدث الإكتشافات التي توصَّلوا إليها بشأن قمر كوكب زحل، المسمى تيتان، وهو الاستعانة بالبيانات من مهمّة أطلقتها وكالة الفضاء الأميركية ناسا لرسم خريطة جيولوجية تفصل جميع تضاريس سطح هذا القمر.
وأظهرت مخطَّطاتهم تضاريس متنوعة من الجبال والسهول والوديان الواسعة والحفر والبحيرات من الميثان السائل والمواد العضوية المجمدة، على عكس أي مكان في النظام الشمسي خارج الأرض، ما يُلقي الضوء على عالم غريب يعد مرشحاً قوياً للبحث عن وجود حياة خارج كوكب الأرض.
ورُسمت الخريطة بناء على معلومات رادار وأشعة تحت الحمراء وبيانات أخرى جمعتها مركبة "كاسيني" الفضائية التابعة لإدارة الطيران والفضاء (ناسا) الأميركية، التي درست زحل وأقماره في الفترة ما بين 2004 و2017. وتيتان الذي يبلغ طول قطره 5150 كيلومتراً هو ثاني أكبر قمر في المجموعة الشمسية.
وتلعب المواد العضوية، وهي مكوّنات كربونية ضرورية لحياة الكائنات الحية الدقيقة، دوراً مهماً على تيتان.
وقالت عالمة جيولوجيا الكواكب، روسالي لوبيز، في مختبر الدفع النفاث الجوي التابع لناسا في كاليفورنيا، إنَّ "المواد العضوية مهمة جداً لاحتمالية وجود حياة على سطح تيتان، والَّذي يعتقد الكثير منا أنها تطوّرت على الأرجح داخل محيط من المياه السائلة تحت القشرة الجليدية لتيتان".
وأضافت لوبيز التي ترأست البحث المنشور في دورية "نيتشرز أسترونومي" العلمية: "نعتقد أنَّ المواد العضوية يمكنها التغلغل إلى مياه المحيط في الأسفل، ما يمكن أن يوفر العناصر الضرورية اللازمة للحياة إذا ما تطورت هناك".
وتنفث السحب على تيتان هيدروكربونات مثل الميثان والإيثان في صورة سائلة بسبب المناخ البارد للقمر.
وتتكون السهول التي تغطي 65 بالمئة من سطح تيتان، والكثبان التي تشكل 17 بالمئة من سطحه، من شذرات متجمدة من الميثان ومواد هيدروكربونية أخرى منبسطة على أقاليم خطوط العرض المتوسطة والاستوائية على التوالي.
ويأتي رسم الخريطة قبل سبعة أعوام من الموعد المقرر لإرسال وكالة الفضاء الأميركية بعثتها "دراجونفلاي"، وهي مركبة مسيرة متعددة الدوران لدراسة كيميائية تيتان واستدامة الحياة عليه.
ومن المقرر إطلاق "دراجونفلاي" في العام 2034.