04 تشرين الأول 19 - 18:20
قام مستوطن صهيوني بنصب عدد من الخيام بالقرب من قرية عين سامية الواقعة شمال شرقي مدينة رام الله في محاولة منه للسيطرة على مئات الدونمات الزراعية قبل عدة أسابيع.
ويقول فلسطينيون من سكان المنطقة، إن وجود المستوطن وبحماية من جيش الإحتلال، هو بداية للسيطرة على الأرض، التي تعد واحدة من أهم مناطق الضفة الغربية، والغنية بمياهها وبأراضيها الزراعية.
وبعين سامية، الواقعة على أراضي بلدة كفر مالك، ستة آبار مياه، تزود غالبية بلدات شرقي رام الله بمياه الشرب، منذ ستينيات القرن الماضي.
وتحوي المنطقة بحسب أرشيف مجلس قروي كفر مالك التي تتبع أراضيه، على آثار تعود لحقبات كنعانية وبيزنطية، وعثمانية ما تزال ظاهرة حتى الوقت الحاضر.
وتقع المنطقة على السفوح الشرقية لجبال رام الله المطلة على غور الأردن، وتعد بمثابة "السلة الغذائية" لبلدة كفر مالك، حيث تزرع بالحبوب، والزعتر، والحمضيات والخضار.
وعبر أحد مزارعي عين سامية وعضو مجلس قروي بلدة كفر مالك، عوض حمايل، مخاوفه ومخاوف أهالي بلدته من سيطرة المستوطنين على الموقع.
وأضاف:" في عين سامية، لنا تاريخ وذكريات، وتمثل الجزء الأهم في وجدان السكان، متنفس السكان، وشريان الحياة لهم".
ويملك حمايل نحو 40 دونما في الموقع (الدونم يساوي ألف متر مربع)، يزرعها بالزعتر والحبوب.
وأشار إلى البؤرة الاستيطانية، وقال:" اليوم نرى بضعة خيام، غدا تكبر وتصبح مستوطنة تتمدد وتمنع السكان من الوصول للأراضي".
وللموقع أهمية كبيرة للسكان حيث تعد مرعا لمواشيهم.
ويقسم شارع استيطاني يدعى "ألون" أراضي عين سامية من النصف، ويمر عبره المستوطنون.
ويقول مزارعون إنهم تعرضوا مرات عدة لاعتداءات المستوطنين.
وعلى قمة تل يقابل عين سامية شيد مستوطنون مستوطنة يطلق عليها اسم "كوكب الصباح" في ثمانينيات القرن الماضي.
بدوره، حذر رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار التابعة لمنظمة التحرير، وليد عساف، من مخاطر التمدد الاستيطاني.
وقال عساف لوكالة الأناضول:" في كل يوم نشهد توسع استيطاني جديد، الاحتلال يطلق العنان للمستوطنين للسيطرة على الأراضي، عبر بناء بؤر استيطانية عشوائية يسكنها بضعة مستوطنين مسلحين، يسيطرون على مئات وآلاف الدونمات الزراعية".
وأشار إلى أن السكان وبالتنسيق مع هيئة مقاومة الاستيطان يواصلون العمل والاحتجاج لإزالة البؤرة الاستيطانية.
وأردف:" هناك نية فلسطينية لإقامة قرية فلسطينية في عين سامية، هذه الأراضي لنا ولن نتركها للمستوطنين".
وقال رئيس مجلس قروي كفر مالك، ناجح رستم، إن الأهالي يصرون على استمرار الفعاليات المنددة بالاستيطان حتى إزالة البؤرة الاستيطانية.
وينظم أهالي "كفر مالك" مسيرة شبه أسبوعية تجاه الأراضي، عادة ما يقمعها جيش العدو الصهيوني مستخدما الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوضح رستم، أن المجلس القروي تقدم عبر هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية بالاعتراض على وجود البؤرة الاستيطانية، مشيرا إلى وجود ملف سيقدم للقضاء في ذات الأمر.
وعبّر رئيس المجلس القروي عن مخاوف السكان من السيطرة على الموقع. وقال:" عين سامية، شريان حياة كفر مالك وقرى شرقي رام الله". ولفت إلى أن الآبار التي تديرها مصلحة مياه القدس الفلسطينية، تغذي عشرات البلدات شرقي رم الله.
ويسكن كفر مالك نحو 3 آلاف فلسطيني، يعتمدون في معيشتهم على العمل في المؤسسات الحكومية والزراعة.
وصادرت سلطات الإحتلال نحو ألفي دونم من أراضي كفر مالك لصالح الاستيطان المعسكرات الصهيونية، من أصل 53 ألف دونم.
وتقع البلدة على السفوح الشرقية لجبل العاصور أعلى جبال محافظة رام الله، وتصل أراضي البلدة حتى العوجا في الأغوار شرقي الضفة الغربية.
وأشار رستم إلى أن الاحتلال يسعى للسيطرة على تلك السفوح التي تعد استراتيجية، ومنها يمكن للمشاهد رؤية الأغوار الفلسطينية والأردنية، وجبال السلط الأردنية.
وتمنع سلطات الإحتلال، الفلسطينيين من البناء في المنطقة التي تخضع لسيطرتها.
ويمثل الاستيطان الذي يلتهم مساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، العقبة الأساسية أمام استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، المتوقفة منذ نيسان/ أبريل 2014.
ووعد رئيس الوزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، خلال حملته الانتخابية بضم مناطق في الأغوار وشمال البحر الميت، للكيان الصهيوني، إن نجح بتشكيل الحكومة المقبلة.
وتبلغ مساحة الأغوار وشمال البحر الميت، نحو 1.6 مليون دونم (الدونم ألف متر مربع) وتعادل نحو 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية.