استطاع باحثون في علم طبقات الأرض (جيولوجيا) فكّ لغز مصدر الألماس الأزرق وأسباب زرقته، خلال تحليل 46 ماسة زرقاء، حيث وجدوا أنَّ هذا النوع من الألماس يتكوَّن على عمق 660 كيلومتراً من سطح الأرض على الأقل.
واكتشف العلماء أنَّ الألماس الأزرق يصل إلى جزء من القشرة الأرضية الداخلية تسمّى الوشاح الأدنى، أي أعمق من تواجد الألماس العادي بأربع مرّات تقريبًا.
ويتكوَّن الألماس في أعماق طبقات الأرض بفعل درجات الحرارة والضغط الهائلين، عبر اندماج العنصر "بورون" الكميائي مع الكربون النقي، صانعًا أشكالاً بلورية زرقاء تُعتبر أغلى الأحجار في العالم.
ويتبلور الألماس الأزرق إلى جانب الفلزات الحاوية للماء التي كانت في الأزمان البعيدة جزءاً من قيعان البحار، لكنها دخلت أعماقاً بعيدة خلال حركة الطبقات التكتونية الهائلة التي تشكّل سطح الأرض.
ويشكّل الألماس الأزرق أقل من 0.02% من الألماس المستخرج من باطن الأرض، ومنه ألماسات من أشهر قطع الألماس في العالم.
وخلص العلماء إلى أنَّ هذه الألماسات اكتسبت لونها الأزرق من عنصر البورون. وأشارت هذه الدراسة إلى أنَّ هذا العنصر كان يوجد يوماً في مياه المحيطات، ثم اندمج مع صخور القيعان التي تعمَّقت داخل القشرة الأرضية على مر ملايين السنين.
وقال إيفان سميث، عالم في المعهد الأميركي لأبحاث الأحجار الكريمة الذي قاد فريق الباحثين في الدراسة المنشورة في الدورية العلمية "نيتشر": "هذه المرة الأولى التي يأتي فيها أحد برواية تستند إلى حقائق أو بنموذج لكيفية تكوّن الألماس الأزرق. قبل هذه الدراسة لم تكن لدينا أدنى فكرة عن كيفية تكوّنه أو عن نوع الصخور الحاضنة التي يتشكَّل فيها أو عن كيفية حصوله على البورون".
وتميل معظم أحجار الألماس عديمة اللون إلى اللون الأصفر، وبعضها له لون صريح، وإن كان ذلك نادراً، مثل اللون الأصفر أو البني أو الوردي أو الأخضر. ويتكوَّن حوالى 99% من الألماس على عمق بين 150 و200 كيلومتر تحت سطح الأرض، بينما يتكوَّن الألماس الأزرق على مسافة أعمق.
وأكَّدت هذه الدراسة أنَّ الماسة الزرقاء أندر من الاعتقاد السائد، الأمر الَّذي قد يؤدي إلى زيادة في أسعارها أيضاً. وإضافةً إلى تاريخها المعقّد، فإنَّ أصولها الجيولوجيَّة أكثر تعقيدًا.
وتناقل الألماس الأزرق لمئات السنين، وبعضه أصبح معروضاً اليوم في المتاحف، فيما يباع بعضه الآخر في مزادات علنية. وقد بيعت ألماسة "أوبنهايمر بلو" في جنيف، بمبلغ 57.5 مليون دولار، وكان ذلك الثمن في ذلك الوقت هو أعلى سعر تباع به أي جوهرة في مزاد.