بسم الله الرحمن الرحيم
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة التاريخ: 7 محرم 1441هـ
السيد علي فضل الله الموافق: 6 أيلول 2019 م
في المجلس العاشورائيّ في قاعة الزهراء (ع)
الشيخ جديدة: التّحاور والتّكاشف يسقط المخاوف بين المذاهب الإسلاميّة
ألقى رئيس دائرة الأوقاف في عكار، الشيخ مالك جديدة، كلمة في المجلس العاشورائي في قاعة الزهراء (ع) في مجمع الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، جاء فيها: "نلتقي اليوم، وفي هذا الصرح العامر والمبارك؛ صرح الوحدة والإيمان والأخوة الحقيقية، لنكون في رحاب الإمام الحسين (ع)؛ هذا الإمام الذي اكتنز المعارف والبركات والهدى، وفي هذه المدرسة؛ مدرسة الأخلاق والقيم؛ قيم والتواصل والانفتاح والمحبة التي كان المرجع فضل الله أحد معالمها، والتي نحتاج إلى أمثالها في هذا الزمن الذي تسود فيها الانقسامات والعصبيات والفتن والحروب".
وتحدَّث سماحته عن مكانة أهل البيت (ع) وشأنهم عند المسلمين جميعاً، معتبراً أنه لا يمكن لقلب أن يذوق الإيمان، وأن يذوق حقيقة الإسلام، إلا بمحبة هذا البيت والوفاء له، مشيراً إلى أنَّ هذه عاطفة لا ندعيها، إنما هي فريضة إلهية من فرائض الإسلام.
وأكَّد أنَّ الإمام الحسين وقف بصدق لمجابهة الظّلم ودكّ حصونه، رغم أنَّه كان يدرك أنَّ السير في طريق الإصلاح صعب، وأن مواجهة الباطل لها أثمان، وأراد أن يعلّمنا دروساً في التّضحية، وأنَّ على هذه الأمة أن تتّبع الحق وتواجه الباطل.
وقال سماحته: "جئنا إلى هذا اللقاء لنقول تعالوا لنتَّحد، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. وعندما نلتقي، تسقط الكثير من الأوهام والمخاوف والهواجس التي زرعت بين المذاهب الإسلامية، ونتحاور، ونتكاشف. إنَّ أمتنا تُغتال كلّ يوم، وهناك من يعمل على تغذية الخلافات والنعرات في داخلها، إضافةً إلى تمزيقها وشرذمتها، من أجل إضعافها والسَّيطرة على مقدراتها".
وختم قائلاً: "كثير من أمم العالم تتكتّل، رغم الصراعات التاريخية الحادة بين مكوناتها، فكان التكتّل الأوروبي، وكانت الولايات المتحدة التي تريد أن تفرض علينا سياسات الباطل، وأن نبيع مقدساتنا، وأن نعمل في خدمة هذه الدولة أو تلك، فماذا ننتظر حتى نتحّد؟".