تواصل صناعات الأسلحة الصهيونية تطوير أدوات القتل والدمار. ومن المتوقّع أن يتسلّم سلاح الجوّ الصهيونيّ حتى نهاية العام قنبلة من طراز جديد يطلق عليها "سبيس 250" من إنتاج شركة "رفائيل للوسائل القتالية المتطورة".
وهذه القنبلة معدّة للهجمات الدقيقة عن بعد بدرجة تفجير شديدة تعتمد على تكنولوجيا تشخيص الهدف بحسب الصورة، ومن دون أيّ ارتباط بتوجيه من الأقمار الاصطناعية (GPS)، بما يلائم الهجمات الصهيونية المتكررة على سوريا، وبما يشير إلى أنَّ هذه الهجمات جعلت من سوريا حقلاً لتجارب الأسلحة.
وبحسب تقرير نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الشبكة، فإنّ هذه القنبلة الصّغيرة والدقيقة قادرة على تدمير إرسالية أسلحة مموّهة حتى داخل مطار مدني صاخب من دون أيّ ضرر بيئي.
وفي التفاصيل، عملت الشركة الأمنية الصهيونية في السنوات الأخيرة على تطوير نموذج متطوّر من قنابل "سبيس"، بهدف تمييز هدف معين من بين أهداف مماثلة قريبة حتى في مناطق مدنية مكتظّة، والإطباق على الهدف حتى لو بدأ يتحرك.
وأشار التقرير إلى أنَّ قنبلة "سبيس 250" تحتوي 125 كيلوغراماً من المتفجرات، ويمكن إطلاقها من طائرة قتالية على بعد 100 كيلومتر من الهدف، وهو المدى المناسب لتجنّب الصواريخ المضادة للطائرات.
وجاء أنَّ هذه القنبلة قد تكون ذات صلة بمئات "المعارك بين الحروب" التي يقوم بها سلاح الجو الصهيوني في السنوات الأخيرة. ويشير التقرير إلى أنَّ سوريا، إضافةً إلى قطاع غزة، باتت حقل تجارب للأسلحة الصهيونية، وأن جزءاً من الهجمات على إرساليات السلاح إلى سوريا داخل المطار الدولي لدمشق تمَّ من دون إلحاق أضرار بمبانٍ أو إصابات أشخاص ليسوا ذوي صلة، ما يشير، بحسب التقرير، إلى أنّ هناك تقدماً تدريجياً تكنولوجياً بين العملية والتي تليها.
يُذكر في هذا السياق أنَّ الكيان الصهيوني استخدم صاروخ "تموز" لأول مرة ضد مواقع عسكرية سورية. وبعد عدّة شهور، نُشرت تقارير مفادها أنها على وشك أن تعرض الصاروخ في المعرض الجوي في باريس، بالاستفادة من توثيق استهداف الموقع السوري.
ونقلت الصّحيفة عن مسؤول كبير في "رفائيل" قوله إنّ التطوير الأساسيّ في القنبلة "سبيس 250" يتصل بتشخيص الهدف والإطباق الذاتي عليه، حتى عندما يبدأ بالتحرك بينما لا تزال في الجو.
وأشار التقرير إلى أنّ وزن القنبلة يصل إلى ربع ونصف طن، ما يعني أنّ حاملات القنابل في الطائرة القتالية "إف 16" قادرة على حمل 16 قنبلة، يمكن إرسالها إلى أهداف في مواقع مختلفة في مهمة واحدة.
وجاء أنَّ قدرة القنبلة لا تقتصر على ضرب "أهداف ليّنة" مثل المركبات، وإنما أيضاً خنادق صغيرة ومبانٍ، وإيقاع أضرار محسوبة وبمستوى دقّة عال. وبشكل مماثل لقنابل أخرى، فإنّ هذه القنبلة تشخّص الأهداف بشكل كهروضوئي.
وأشار التقرير إلى أنَّ "رفائيل" أنهت تطوير صاروخ، وبات عملانياً، وهو من طراز "I-derby ER Extended"، وهو نموذج مطور عن صاروخ جو – جو، للمدى القصير والمتوسط، بزنة 115 كيلوغراماً، حيث تم استبدال رأس الصاروخ وأصبح ذكياً وذاتياً.
وبحسب التقرير، فإنَّ الصاروخ يعتبر منيعاً أمام تهديدات الحرب الإلكترونية الحديثة في الشرق الأوسط التي هدَّدت روسيا بإدخالها إلى سوريا، وكان الكيان الصهيوني قد حذَّر من أنّ هذه القدرات قد تحدث تآكلاً في التفوق الجوي لسلاح الجو الصهيوني.
وقد تم إدخال محرك ثنائي القطب على الصاروخ، الأمر الَّذي يزيد من مدى إطلاق الصاروخ من الطائرة بمقدار الضعف، بما يتيح التهرب من الصواريخ المضادة للطائرات المتطورة الموجودة في الساحة السورية، والتي يتوقّع أن تشتمل على صواريخ "إس 300" قريباً.