يملكُ كلَّ اسمٍ في قائمةِ الضحايا المتزايدة من الرصاص الطائش قصةً وحياةً مليئة بالأحلام والتطلعات التي باتت اليوم محطمة ولن تتحقق أبدًا.
تعَدّ ظاهرة الرصاص الطائش من الظواهر الخطيرة التي تؤثر على واقع المجتمع اللبناني. ترتبط هذه الظاهرة بعوامل متعددة، منها تداول الأسلحة بشكل غير قانوني في كافة المناطق اللبنانية .
يتردد صدى صوت الرصاصة إلى ما هو أبعد من تأثيرها الأولي، حيث يترددُ صداها في قلوبِ أمهاتِ وآباء وعائلات هذه الضحايا ويطاردهم في كلِّ لحظة من لحظات استيقاظِهم.
فعندما نسمع بخبرِ وفاة طفلةٍ بريئة نشعرُ بأن العيش بسلامٍ وأمانٍ في لبنان، لا يزال بعيد المنال. فالشوارع التي ينبغي أن تكون مصدر للضحك واللعب للأطفال،أصبح الرصاص الطائش الذي يتطاير دون سابق إنذار يسكن شوارعها. فيصبح الأطفال ضحاياها ويقعون في مرمى نيران اللامبالاة والإهمال.
"نايا حنا" ابنة السبع سنوات كانت آخر ضحايا هذه الظاهرة بعدما أصيبت بالرصاص الطائش خلال الإعلان عن نتائج الامتحانات الرسمية ،ودخلت العناية الفائقة ثلاثة أسابيع وبعدها فارقت الحياة .
لقد تحولت هذه الرصاصات الطائشة، التي يعتبرها المواطنون جزءًا من التقاليد الاحتفالية، إلى نذير حزن ويأس، أودت بحياة أرواح بريئة.
تفاصيل ما حدث:
في بيان ألقاه رئيس بلدية الحدت، جورج عون،أشار أنه وفي يوم الحادثة ، وداخل ملعب مدرسة القلبين الأقدسين- الحدث، وفيما كانت نايا تمضي نهارا آخر مع رفاقها في مخيم "Colonie" صيفي، "اختارتها رصاصة المبتهج القاتل المجرد من كل صفات الإنسان".حيث كانت الطفلة في ملعب المدرسة مع رفاقها حين وقعت أرضاً من دون أن يعلم أحد ما أصابها، هرعوا بها إلى مستشفى قلب يسوع، تكشف الكارثة، بأن رصاصة اخترقت رأسها واستقرت في دماغها.
وبعد يومين من الحادثة وتحت اسم"قانون نايا حنا"، تقدم النائب أديب عبد المسيح، باقتراح قانون معجل مكرر إلى المجلس النيابي، يهدف إلى رفع عقوبة مطلقي العيارات النارية في الهواء وشمولها للشركاء والمحرّضين والمسهّلين. لكن هل هذه القوانين تنفع اليوم؟وهل ستردّ نايا ومئات ضحايا السلاح المتفلّت إلى أهاليهم؟
وبينما تتكررُ هذه المشاهد بين حينٍ وآخر، وتضج وسائل التواصل بهذه المأساة ، لم يعد فرض القوانين حلاًّ للحدّ من هذا التفلت،لأنها غير مطبقة في ظل غياب الدولة اللبنانية.وفي هذه الحالة يجب على المواطنين تحمل المسؤولية وامتلاك الوعي وإلغاء هذه الأعراف المتخلفة والرجعية.
نور الزهراء حجازي-قناة الإيمان الفضائية