تلقت شرطة ستوكهولم طلباً جديداً لترخيص تجمع قال مقدّمه إنه سيحرق نسخة من المصحف أمام السفارة الإيرانية في ستوكهولم يوم السبت المقبل.
ويقف وراء الطلب، اللاجئ العراقي في السويد "سلوان مومیکا" الذي أحرق المصحف الشریف أمام المسجد الكبير والسفارة العراقية في وقت سابق.
ورغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الدول الإسلامية والإدانة الواسعة لهذا العمل في السويد وخارجها، يتابع "سلوان موميكا" مأساة حرق القرآن.
وكانت تجمعات حرق المصحف أثارت ردود فعل دولية غاضبة، وخلقت أزمة دبلوماسية كبيرة في العلاقات بين السويد والدول الإسلامية بينها استدعاء سفراء السويد في دول مثل السعودية قطر وإيران، كما منعت إيران السفير السويدي الجديد من دخول البلاد. فيما طرد العراق السفيرة السويدية وسحب القائم بأعمال السفارة العراقية في ستوكهولم.
وبحسب وسائل إعلام سويدية، قد طلبت السفارة الإيرانية في السويد إيضاحاً من الحكومة السويدية في هذا الصدد، لكن حتى الآن لم یصدر أي تعليق من الجانب السويدي.
وتشير المعلومات التي تم الحصول عليها من الصهاينة إلى أن "سلوان موميكا"، اليائس من الحصول على إقامة من دول أوروبية، بذل جهداً واسع النطاق للاتصال بالكيان الصهيوني، ومن أجل إثبات فعاليته قدّم تقريراً عن نشاطاته الى جهاز الموساد الصهيوني، وتسعى لإثارة التوتر والاضطرابات في الدول الإسلامية ومحور المقاومة وخاصة إيران والعراق.
في عام 2019 للميلاد، جنده جهاز الموساد الصهيوني رسمياً وعين له رابط استخبارتي، وكانت مهمة التجسس على مقار وقادة فصائل المقاومة العراقية، خاصة في محافظة "نينوى" العراقية من المهام الموكلة إليه.
وبعد خدماته العديدة لجهاز الموساد الصهيوني، قدم موميكا طلباً لنقله إلى دولة أوروبية، ومن خلال تقييم الصهاينة بان "موميكا" سيوافق على أي مهمة مقابل إمكانية البقاء في أوروبا، ومنحه الإقامة ثم جنسية مملكة السويد لهذا العنصر الخبيث والخائن، أي الفناء الخلفي لجهاز التجسس للكيان الصهيوني الغاصب.
كما أن مصادفة المشروع الإجرامي لانتهاك القرآن الكريم من "سلوان موميكا" في السويد مع جريمة الصهاينة الكبرى بحق الضفة الغربية وجنين المظلومة بهدف صرف انتباه الرأي العام الإسلامي عن تلك الجريمة الهمجية.
لكن الجانب الآخر من تلك الحادثة المشؤومة هو السجلات السيئة والعديدة المعادية للإسلام لمملكة السويد، التي وضعت نفسها عملياً ضد مقدسات ومشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، ومن المؤكد أن الغضب المقدس لعشرات الملايين من المسلمين المؤمنين في العالم سوف يترك آثاراً ضارةً أكثر بكثير من المكافأة الدموية للصهيونية العالمية لمملكة السويد المنحطة.
الآن وبعد أن واجه الكيان الصهيوني أزمات عديدة وهو في طريقه إلى الانهيار. يدعم هذا الكيان الغاصب حرق المصاحف ومثل هذه الأعمال أكثر من ذي قبل. لذلك، يجب أن تكون صحوة العالم الإسلامي هي النقطة المشتركة لجميع المسلمين.
كما يجب على جميع المسلمين، وخاصة المنظمات والمؤسسات الإسلامية الدولية والعلماء والمفكرين والمثقفين من المدارس الدينية وجامعالعالم الإسلامي إدانة هذه الظاهرة والتمسك بوحدة الصف ضد النظام الصهيوني.
إن اليقظة والوحدة هما من أولى واجبات المسلمين في العالم لأن الإسلام يدعو دائماً إلى الحوار والتفاعل والتعايش السلمي.
من ناحية أخرى ، يجب أن تعلم مملكة السويد أيضاً أن إصدار الترخيص لحرق المصحف الشريف بحجة الدفاع عن حرية التعبير يعني أنها وضعت نفسها عملياً ضد معتقدات ومشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم.
ولاشك أن غضب عشرات الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم، إلى جانب اتخاذ الإجراءات العقابية الصارمة للدول الإسلامية ضد حكومة السويد، بما في ذلك قطع العلاقات السياسية ومقاطعة البضائع السويدية، سيكون لها آثار ضارة على السويد أكثر بكثير من الحفاظ على موقف الدفاع عن حرية التعبير.