أكدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الإثنين، سقوط صاروخ، أُطلق من مدنية جنين، شمال الضفة الغربية، على بعد 150 مترا من مكان انطلاقه، وذلك عقب يوم واحد من زعم الاحتلال، العثور على صاروخ في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، كان مجهزا للانطلاق في يوم انطلاق "مسيرة الأعلام".
ويرى خبراء ومحللون أن هذه الأحداث سيكون لها تداعيات كبيرة على الأوضاع داخل الكيان الإسرائيلي، خاصة وأن الاحتلال لايزال يدفع بالمزيد من الفرق العسكرية داخل الضفة الغربية المحتلة.
ويقول الخبير العسكري، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، إن "الأمر يعكس حجم التحدي الذي يبديه الشعب الفلسطيني للرد على جرائم الاحتلال، ويسعى من أجل ذلك لتطوير أدواته ووسائله لإحداث أثر كبير يغير مجريات الأمور".
ويضيف الشرقاوي ، أن "هذه الحادثة تخيف الاحتلال لما يمكن أن تحمله مستقبلا من تطور يحدث تأثيرا على الوضع المقاوم في الضفة الغربية، والذي لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي غير قادرة على مواجهته".
ويرى الشرقاوي، أن "الوضع في الضفة الغربية أثبت أن عمل (الذئاب المنفردة) فيه سيكون مجديا أكثر، لأن عمل الصواريخ وتطويرها يحتاج بيئة تنظيمية كبيرة، ووجود التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي سيشكل عائقا كبيرا من أجل التقدم".
من جهته، يقول الخبير بالشأن العبري، عماد أبو عواد، إن "الاحتلال الإسرائيلي ينظر لهذا الحدث من الناحية المستقبلية، وتجربة غزة بدأت بأقل من هذه التجربة التي رأيناها في جنين ووصلت لمراحل متقدمة جدا، ولهذا ينظرون للأمر بخطورة كبيرة".
ويضيف أبو عواد، أن "الخطير بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي هو هذا الفكر المقاوم الذي من الممكن أن يتمدد، وأن ينتقل، وأن يستمر، والإصرار سيؤدي لنتيجة ستكون أكثر خطرا وأكثر تأثيرا عليه".
ويرى أبو عواد، أن "المنظومة الأمنية أصبح لديها قناعة بأنها لن تحسم الموضوع عسكريا في جنين، وفي غيرها من المناطق، والأمر المهم الآخر أن هذه التكنولوجيا أصبح من السهل الوصول إليها عبر الانترنت وسهولة الوصول للمعلومة".
ويختم ابو عواد، "الأهم من وجهة نظر إسرائيل حاليا هو حجم الانزياح الفكري باتجاه المقاومة من قبل الفلسطينيين، وبالتالي أصبح أيّ حدث ينظروا إليه بعين الخطورة، والسبب في ذلك أن هذه الأحداث بدأت فعليا عام 2014، منذ انتفاضة عمليات الطعن بعدد كبير من العمليات وعدد قليل من القتل والتأثير، ولكن حاليا عمليات متطورة أقل وتأثير أكبر".
المصدر: قدس برس