يأتي اليوم العالمي لمحو الأمية في الثامن من أيلول من كل عام، ليُذكرنا بقيمة الحرف وفكّ شيفرة الحياة، لنمحوَ بقلمِ العلمِ مخلّفات الجَهل، ونبني مجتمعًا مُلمًّا بكافة الجوانب العلمية والتطورات العالمية لا سيّما في ظل الرقمنة الكونية.
وبين محو الأمية والرقمنة الكونية، أطلقت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب بالتعاون مع شركة Meta مشروع "محو الأمية الرقمية"، والذي يُعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
يهدف هذا المشروع بالتعاون مع Meta إلى إشراك مئات الشباب بشكل مباشر وبيئتهم المحيطة بصورة غير مباشرة في حماية أنفسهم وتعزيز الوعي لديهم بالبيئة الرقمية وكيفية استخدامها والتحكم بها.
وفي حديث سابق، لمؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس في حفل إطلاق المشروع، أشار إلى "استحالة أن نغض أبصارنا عن الثورة التكنولوجية التي نعيش داخلها، كما باتت مواقع التواصل الإجتماعي في صلب حياتنا اليومية ووسيلة أساسية للتواصل مع محيطنا القريب والبعيد، ولكن لهذا النوع من التواصل أيضًا أصوله ومحدداته ومهاراته وآدابه، وذلك كي نعزز أولاً حماية خصوصياتنا وثانيًا بناء علاقات سليمة، منتجة وفعالة".
وبدورها أكدت السيدة فيدا حمد، ممثلة شركة Meta ومسؤولة السياسات العامة في الشرط الأوسط للشركة، في كلمةٍ لها خلال الحفل" إننا في الشركة ملتزمون ببناء مجتمع رقمي آمن وصحي وداعم في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك عبر السعي نحو ضمان اكتساب الأفراد للمهارات وحصولهم على الدعم الذي يحتاجونه من أجل بناء علاقات صحية، البقاء آمنين، تحقيق المزيد من الرفاهية، بناء المرونة، التواصل عبر الثقافات المتنوعة، احترام الأخرين، القيادة بتعاطف والتفكير النقدي حول مساعداتهم في المجتمع. لذلك أطلقنا برامج محو الأمية الرقمية والسلامة عبر الإنترنت للبالغين، وتم تصميم البرنامج كمنهج دراسي كامل في بيئات التعلّم الافتراضية والشخصية."
وفي هذا السياق، أوضح مدير المشروع الأستاذ محمد أيوب في مقابلةٍ له مع قناة الإيمان الفضائية، أن المشروع يشمل تدريب أكثر من 2000 مستفيد إلى جانب قيادة حملات التوعية، ويتضمن خمس وحدات تعليمية: الخصوصية، الأمان ، تجنب الإحتيال، محو الأمية الإعلامية، المواطنة الرقمية، والعلاقات الصحية. و تهدف كل وحدة إلى تعليم المستفيدين مهارات التفاعل مع الأخرين في المجتمعات عبر الإنترنت بطريقة إيجابية وآمنة.
وذكر "أنّ هذا المشروع، هو مشروعٌ تجريبيّ على مدار السنة، يتم تنفيذه في منطقة بعلبك_الهرمل، مع السعي إلى توسيعه حتى يُغطي كافة المناطق اللبنانية في المستقبل".
وأضاف أنهم " بصدد إعداد برامج تدريبية إلى الفئات العمرية ما دون الثامنة عشر عامًا، بالإضافة إلى إدخال المجال التسويقي في الحقائب التدريبية في السنوات القادمة".
كما أعرب أيوب عن نيته في التنسيق بين الجمعية والجامعات والمهنيات حول إدخال دورات تدريبية من مشروع محو الأمية الرقمية خلال العام الدراسي.
في فضاء العالم الرقمي لا مكان للأمية ، وحتى يخرج الانسان من عالمه الى الكوكب الرقمي، لا بدّ من خضوعه لدورات تدريبية تعليمية حول محو الأمية الرقمية، حتى يلتحق بمركبة الرقمنة الكونية، و يتأهل إلى رائدٍ في الفضاء الرقمي.
مروه الحاج_موقع قناة الإيمان الفضائية