القراءة، بوابة العبور إلى عالم المغامرات والأساطير، الزاد اليومي للفكر والثقافة، أشبه ببساط سحري تجوب به كل الحضارات،منفذٌ إلى عالمٍ تختاره بذاتك، لتجول بين مختلف أطيافه وألوانه، لتكون القراءة الخبز اليومي الذي يغذي الفكر ويُنمي الثقافة. ولكن في ظل تهديد خُبز المواطن اليومي، ماذا حلّ بخبزه الورقي؟
سيطرت حرب الدولار على كافة متطلبات الحياة اليومية، فلم يسلم منها مورد الثقافة التي يتغنّى به القارئ، ويُعتبر بالنسبة اليه خبزُه اليومي، ويزداد تعطّش القارئ اليه كلّما اشتدت الأزمة.
تقول وعد (قارئة) أنّ أزمة الدولار " حدّت من شرائي للكتب بشكل كبير، في وقتٍ كنتُ كل شهر أو شهرين أشتري كتابا، أصبحتُ اليوم غير قادرة على شرائه، فلجأت الى إستعارة الكتب من أصدقائي تارةً وإلى القراءة الإلكترونية تارة أخرى".
وتُضيف ميار (قارئة) بأن عملها الإضافي "كان بمثابة منفذ لشراء الكُتب ومع ذلك تراجعت وتيرة شرائي للكتب، وأعوّض أحيانا بقراءة الكتب الرقمية رغم أني لا أفضلها فهي غير مريحة بالنسبة إلي، وأحاول دائما إيجاد مكتبات أونلاين أو مكتبات بأسعار مقبولة".
تُشير نور فنيش،كاتبة وصاحبة مكتبة Annour library إلى أنّها منذ أن افتتحت مكتبتها في 2020 " ووتيرة الشراء تتراجع بسبب أزمة الدولار، تسعيرة الكتب حتما بالدولار مما شكّل عبء على القارئ وأصبحت قدرته الشرائية محدودة جدا، فهناك من كان يشتري 4 كتب كل أسبوع، بات اليوم لا يشتري سوى كتابا شهريا ، هذا وان استطاع، ومما زاد الأمر سوءا كلفة التوصيل (الدليفري) التي باتت قيمتها اليوم بثمن كتاب".
ومن جهة أخرى، أوضحت نور وهبي، صاحبة مكتبة bookstore.bynour أنه رغم ارتفاع سعر الدولار "يوجد إقبال وان كان خجولا، ونحن نعمل دائما على مساعدة القارئ، واللافت في الأمر أن بعض الأشخاص يقومون بتقديم كتب لأشخاص غير قادرين على شرائها ونقدمها لهم كهدية بعد أن نتأكد من قدرتهم الشرائية، ولكن الأمر الذي نقف عنده اليوم، هو تسعيرة كلفة التوصيل التي أصبحت عبئا على القارئ فمنهم من يُلغي الطلب مجرد معرفة كلفة التوصيل".
أمًا محمد فرحات، صاحب مكتبة Farhat book وهي مكتبة لبيع الكتب الجديدة والمستعملة_ أكّد على أنّه "لايزال الإقبال على الشراء مقبولا بشكل كبير خاصة أن الفترة التي شهدها العالم في ظل جائحة كورونا قربت شريحة واسعة من الأشخاص من عالم القراءة، وعرّفت جيلا جديدا على أهميتها وقدرتها على ملء فراغ الكون".
في وقتٍ يواجه المواطن فيه تأمين خُبزه اليومي، يواجه القارئ أزمة خُبزه الورقي، لكن الفارق أن لا احتكار للكتاب ولا طوابير أمام المكتبات، الكُتب متوفرة وبكثرة، لكن العُملة في سُبات، يُحاول القارئ أن يؤمن خُبزه بشتى الوسائل وكذلك المكتبات تضع يدها بيده قدر المُستطاع، ففي قانون القراءة لا مجال للخسارة، إمّا أن تروي الروحَ أو تموت عطشى.
مروه الحاج - موقع قناة الإيمان الفضائية -