تعدين "بتكوين" يهدّد الكهرباء ويفوق استهلاك دول بأكلمها
مع تراجع الاهتمام بالعملة الرقميَّة "بتكوين"، تتزايد فاتورة استهلاك الكهرباء نتيجة تعدينها (أي البحث عنها)، إذ فاقت الكهرباء المستهلكة في عمليات التعدين استهلاك الكهرباء في دول بأكلمها، مثل أيرلندا. ولا يبدو أنَّ استهلاك الكهرباء الناجم عن تعدين "بتكوين" سيتباطأ، بل إنَّ الاستهلاك في ازدياد مستمرّ مع اتّساع رقعة الحواسيب والخوادم الضخمة الَّتي يتطلّب تشغيلها على مدار السّاعة من أجل التعدين.
والتعدين هو عملية تتعلّق بالبحث عن العملة في عدد كبير من الأجهزة المرتبطة ببعضها البعض حول العالم، ويكون ذلك من خلال فكّ مجموعة من الشّيفرات وفق خوارزميّات محدّدة.
ويعتمد تعدين "بتكوين" على استخدام عدد ضخم من أجهزة الكمبيوتر لمعالجة طلبات الباحثين عن العملة وفكّ شيفرات مجموعاتها التي يمكن أن تنفّذ بشكل فردي أو جماعي، الأمر الَّذي يتطلَّب أجهزة تستهلك الكهرباء على مدار السّاعة.
وبات البعض ينظر إلى "تعدين" بيتكوين على أنَّه سبب للاحتباس الحراري، في ظلِّ تزايد التقارير التي تشير إلى أنَّها تستهلك طاقة كهربائيّة بشكل يفوق استهلاك دول بأكملها. ووفق تقرير جديد، فإنَّ الزّيادة المتسارعة في استهلاك الكهرباء بسبب التعدين ستشهد استهلاكاً قدره 7.7 غيغاوات تقريباً، وهو ما تستهلكه دولة مثل النمسا، الأمر الَّذي يجعل من تعدين "بتكوين" مصدراً في المرتبة 41 من أكثر مصادر الطّلب على الكهرباء.
ومن المتوقّع أن تستهلك عمليات "تعدين" بتكوين 2.5 غيغاوات من الكهرباء، مقارنة مع 3.1 غيغاوات تستهلكها أيرلندا حالياً.
ولا يزال الطّلب على الكهرباء بسبب التّعدين في ازدياد في جميع أنحاء العالم. ففي آيسلندا، من المقرّر استخدام المزيد من الطّاقة من أجل تعدين "بتكوين"، في وقت تخطّط الحكومة الصينيّة لقمع التعدين بسبب استهلاكه المفرط للكهرباء. وكلَّما زاد عدد المعالجات المستخدمة في البحث عن "بتكوين"، أصبح استهلاك الكهرباء أكبر، وبخاصَّة أنَّ عمليات فكّ تشفير سلاسل العملة الافتراضيَّة يزداد صعوبة مع الوقت.