بسم الله الرّحمن الرّحيم
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة التاريخ: 8حرم 1442هـ
السيد علي فضل الله الموافق: 27آب 2020 م
نبه من الضجيج الإعلامي الذي يشوّه الحقيقة
فضل الله: لامتلاك وعي يميز بين الاخبار الصادقة والمزيفة
أشار سماحة العلامة السيد علي فضل الله في محاضرة عاشورائية إلى أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أصبحت تضج بالأخبار والمعلومات والتقارير والتعليقات والتحليلات ولاسيما بعد انتشار هذه الوسائل وتطورها، فكلٌ إنسان أصبح لديه وسيلة ينشر بها ما يسمع أو يقرأ أو يقدم تعليقه ونظرته إلى الأحداث والتي تتأثر بفهمه أو مصالحه، ولكن هذا رغم إيجابياته إلا أنه يعيق قدرة الناس على الوصول إلى المعلومة الدقيقة والخبر الصادق والرأي الصحيح..
وأضاف: الحاجة تدعو إلى مواجهة كل هذا الضجيج الإعلامي الذي يشوّه حقيقة الواقع، من خلال اعتماد المعايير التي تميز الحق من الباطل، والتي تساهم في الوصول إلى المعلومة الصحيحة والخبر الصادق ومنعاً من تزوير الحقائق وتشويهها، واثارة الفتن والعصبيات...
ورأى سماحته أن هناك معايير واسس لمعرفة صدق هذا الخبر من كذبه ابتداء من دراسة دقيقة للخبر والمعلومة على ضوء معايير العقل والمنطق والعلم والواقع داعيا إلى عدم اخضاع الإنسان في الأخبار والمعلومات إلى هواه فيأخذ بما يتناسب مع هواه سواء أكان الهوى لشخص أو عائلة أو طائفة أو مذهب أو جهة سياسية، ويدع ما لا يتناسب معه.
وحذر سماحته من مغبة تلقي الأخبار بدون تدقيق ودراسة ومن ثم إشاعتها ونقلها، بناء على الضغط الشعبي أو الجو السائد مشددا على عدم الخضوع لتأثيرات من يتقنون فن الكلام ويملكون القدرة على التأثير من خلال التقنيات التي يمتلكونها أو للقدرات الذاتية
ولفت سماحته إلى أن هناك قواعد وتوجيهات ضرورية لا بد من إتباعها حتى نستطيع كشف المتلاعبين بالكلام والذين يتقنون التأثير على الناس ليثيروا الفساد والفتن أو ليسيئوا إلى صورة الناس الذين لهم دورهم في المجتمع وفي تقدمه وازدهاره..
وتابع: إننا نخوض في هذه الأيام حرباً لم يعد السلاح العسكري هو اللاعب الأساس فيها، إنما السلاح الفعال هو العمل على تغيير العقول والسيطرة عليها واللعب على الغرائز وإثارة العصبيات...
وشدد على ان من مسؤوليتنا الاستفادة من كل الوسائل والإمكانات التي لدينا لتحريك عناصر الوعي والعلم والخير في المجتمع، وأن نحذر من كل الذين يكيدون للحقيقة ممن هم يتأنقون خلف الشاشات والفضائيات ويبدون حريصين على الناس ولكنهم يخفون الكثير من النوايا غير الحسنة خلف كل تلك الكلمات المزخرفة والشعارات الرنانة..
وختم قائلا: اننا في عاشوراء أن نستعيد المفاهيم الإسلامية وقيم الخير لنكون على هدى في مواجهة كل قضايانا ونكون على وعي لواقع الصراع ممتلكين القدرة على التمييز بين الحق والباطل وبين الصدق والزيف، لأننا بذلك نكون أقدر على مواجهة كل التحديات والصعوبات...