فتح فيروس "كورونا" صفحات التاريخ لاستعراض أهم الاوبئة التي طالت موسم الحج والعمرة والتي ادت الى وفاة الالاف من المواطنين ، ونستعرض معكم اهم الاوبئة على مدار السنوات :
عام 1348هـ، حدث وباء شديد في مكة المكرمة، أدى لوقوع ضحايا كثيرين، حيث لم يبق في مدينة جدة الساحلية سوى 4 أشخاص على قيد الحياة، كما يؤكد المؤرخون أن الوباء كان منتشرا في مصر أيضا، بالإضافة لبلاد الحج و الشام .
بعد هذا الوباء بعدة سنوات طويلة انتشر وباء الطاعون في ذات العصر المملوكي، ليبلغ عدد الموتى في مدينة جدة 1000 شخص، وتظهر في المخطوطات الإشكاليات المعقدة في الأسرة الواحدة، والاختلاف بين أبناء الأسرة الواحدة، فيمن مات قبل الآخر في هذا الوباء .
المؤرخ والباحث ضياء العقاوي قال لصحيفة الاهرام المصرية إن وباء الكوليرا ضرب مكة المكرمة 16 مرة في العصر الحديث قادما من الهند ، مؤكدا أن في موسم الحج عام 1883م كان الحجر يبلغون ما بين 80 إلى 100 ألف حاج، وقد انتشرت الكوليرا وبلغ عدد الوفيات ما بين 25 إلى 30 ألفا بعد مرور الأسبوع الثالث علي موسم الحج ، مؤكدا أن الكوليرا ظهرت أولًا في مكة المكرمة ثم انتقلت إلي مني و جدة والمدينة المنورة، وتم فرض الحجر الصحي.
وأعلنت الخارجية السعودية، تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتا، لتوفير أقصى درجات الحماية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لسلامة المواطنين والمقيمين وكل من ينوي أن يفد إلى أراضي المملكة.
كما قررت المملكة العربية السعودية تعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس الكورنا منها خطرا وفق المعايير التي تحددها الجهات الصحية المختصة بالمملكة، مؤكدة حرص المملكة على تطبيق المعايير الدولية المعتمدة لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه.
في حوادث وباء 1883م قامت مصر بعمل إجراءات لمنع المساكين والفقراء من الذهاب للحج في موسم 1884م ، إلا أن الكوليرا انتقلت للمصريين في الموالد وبالأخص مولد سيدي أحمد البدوي في طنطا ، وأكد العنقاوي أن الكوليرا التي أطلق عليها المصريون مسمى الهيضة انتشرت في مصر من قبل الحج اج عام 1831م ثم انتشرت مرة ثانية عام 1848م وكان عن طريق الحج اج القادمين الذين كانوا يلقون أنفسهم في البحر قبل مرورهم علي الحج ر الصحي الذي أنشأته مصر آنذاك في نهايات القرن التاسع عشر.
في عام 1864م الحديث بلغ عدد الموتى من الحجاج 1000 قتيل يوميا بسبب وباء شديد أيضا، كما يؤكد ضياء العنقاوي، مضيفا أن وباء آخر ضرب المدينة المنورة عام 1871م قبل هذا الوباء فاضطرت مصر لإرسال الأطباء وقامت ببناء حجر صحي بمكة المكرمة في الطريق القادم من مكة للمدينة المنورة.
يوضح العنقاوي مؤلف كتاب شواهد قبور ذرية الرسول في بلاد الحرمين، أن الأوبئة في تاريخ الحرم المكي وبلاد الحج از كانت كثيرة جدا، ومعظمها قدم من الهند لها، كما أحصاها التاريخ، مضيفا أنه في عام 1814م مات نحو 8 آلاف مواطن في بلاد الحجاز بسبب الطاعون، أما في عام 1858 حدث وباء شديد جعل كثيرا من مئات المواطنين يفرون من الحجاز لمصر، مما جعل مصر تقيم حجرا صحيا بمنطقة بئر عنبر في الطريق الموصل بين مدينتي قنا وقفط بسبب هجرة الأهالي خوفا من الأوبئة.