كشف تقرير حصريّ لوكالة أنباء "رويترز" أنّ شركة "آبل" الأميركيّة تراجعت عن خطط لبرنامج يتيح لمستخدمي هواتف "آيفون" تشفير النسخ الاحتياطية لأجهزتهم عبر خدمة "آيكلاود"، بعد شكوى لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بأنّ من شأن هذه الخطوة أن تضرّ بالتحقيقات.
ووفقًا للتقرير الّذي يعتمد على شهادات ستّة مصادر مطّلعة، فإنّ "آبل" اتخذت هذا القرار منذ عامين، إلا أنها لم تُعلن عنه من قبل، معتبرًا أنّ هذا يوضح مدى استعداد الشركة لمساعدة وكالات إنفاذ القانون والمخابرات الأميركية، على الرغم من موقفها الذي يظهر بصورة أكثر تشددًا في النزاعات القانونية البارزة مع الحكومة، والذي يصوّرها كمدافعة عن معلومات عملائها.
وكان المدعي العام الأميركي، بيل بار، قال في وقت سابق إنَّ شركة "آبل" فشلت في تقديم "مساعدة جوهرية" في فتح جهازي "آيفون" مرتبطين بالتحقيق في مقتل ثلاثة من البحارة الأميركيين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في محطة بحرية في فلوريدا.
كما هاجمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" الأسبوع الماضي، قال فيها إَّن الحكومة الأميركية تساعد شركة "آبل" في القضايا التجارية، فيما هي "ترفض فتح الهواتف التي يستخدمها القتلة وتجار المخدرات وغيرهم من المجرمين"، معتبرًا أنّ "عليها التدخل ومساعدة بلدنا العظيم الآن".
ووفقًا لـ"رويترز"، فإنّ الشركة وفّرت خلف الكواليس مساعدة أكبر لـ"إف بي آي"، فعدا عن أنّها سلمت بالفعل نسخ "آيكلاود" الاحتياطية الخاصّة بجريمة المحطة البحرية في فلوريدا، فبحسب ما نقله التقرير عن مسؤول حالي وثلاثة مسؤولين سابقين في "إف بي آي" وموظف سابق وموظف حالي في "آبل"، فقد أخبرت الشركة مكتب التحقيقات قبل أكثر من عامين بأنها تخطط لتقديم تشفير شامل للمستخدمين عند تخزين بيانات هواتفهم على "آيكلاود".
ووفقًا لتلك الخطة، كانت "آبل" ستفقد مفتاح إلغاء تأمين البيانات المشفرة، بهدف إفشال التسلل الإلكتروني، لكن هذا كان يعني أنها لن تكون قادرة على تسليم المواد للسلطات بشكل مقروء حتى بموجب أمر من المحكمة.
ولاحقاً، اعترض ممثلو وكلاء الجريمة السيبرانية في "إف بي أي"، وهو قسم التكنولوجيا التابع لها، على الخطة، وقالوا في محادثات خاصة مع شركة "آبل" إنها ستحرمهم أكثر الوسائل فاعلية للحصول على أدلة ضد المشتبه فيهم الذين يستخدمون أجهزة "آيفون"، بحسب تقرير "رويترز".
وحين تواصلت "آبل" مع "إف بي آي" بعد عام، ألغت خطة التشفير الشاملة، وفقًا للمصادر الستة، فيما قال موظف سابق في "آبل" لـ"رويترز"، إنّ الشركة "لا ترغب في المخاطرة باستهدافها من قبل الموظفين الحكوميين، بزعم حماية المجرمين".
وقال مسؤول لدى FBI لـ"رويترز" إنّ "آبل" تراجعت عن الخطط لأنها اقتنعت بالأمر، إلّا أنّ مسؤولًا سابقًا لدى الشركة قال إنها تراجعت لأسباب أخرى، مثل الخشية من عدم تمكّن المستخدمين من الوصول إلى بياناتهم في حال نسيان كلمات المرور.
وفور اتخاذ القرار، طلبت "آبل" من نحو 10 خبراء يعملون على مشروع التشفير، الذي حمل الاسم الرمزي Plesio أو KeyDrop، التوقف عن العمل على المشروع، وذلك وفق ما نقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطّلعة.