13 كانون الثاني 20 - 12:30
ما زالت فضائح الطائرة "بوينغ 737 ماكس" تتوالى، ولعل آخرها واحدة من المذكرات الداخلية التي أرسلها موظفون حول تطوير كمبيوتر إدارة الملاحة في الطائرة.
وكشفت شركة "بوينغ" الأميركية، عن مئات الرسائل الداخلية التي تثير تساؤلات جادة حول تطوير أجهزة المحاكاة، وطائرة 737 ماكس التي أوقفت عن التحليق في مارس، وذلك بعد كارثتين جويتين، أسفرتا عن مصرع المئات، الأمر الذي أثار غضب المشرعين الأميركيين.
وفي رسائل متبادلة تعود لأبريل 2017، عبّر موظفان عن شكاويهما بشأن الطائرة "737 ماكس" فيما يخص المشكلات المتعلقة بحاسوب إدارة الملاحة في الطائرة.
وكتب موظف لم يذكر اسمه في إحدى هذه الرسائل يقول "هذه الطائرة مصممة من قبل مهرجين يشرف عليهم قرود".
وفي واحدة من الرسائل، تعود إلى نوفمبر 2015، ويبدو أنها تلقي الضوء على أساليب الضغط المستخدمة عند مواجهة مطالب من المشرعين الأميركيين، كتب أحد موظفي بوينغ قائلا إن المشرعين كانوا على الأرجح يريدون تدريبا على جهاز محاكاة يقدم نوعا معينا من التنبيهات لقمرة القيادة.
وكتب الموظف يقول "سنقوم بالضغط بشدة بشأن هذا الأمر، وسنحتاج على الأرجح إلى الدعم من أعلى المستويات عندما يحين وقت التفاوض النهائي".
وقالت الشركة الأميركية المصنعة للطائرات إن بعض الرسائل "تثير شكوكا" حول تفاعل "بوينغ" مع إدارة الطيران الفيدرالي فيما يتعلق بعملية تأهيل ومواصفات جهاز المحاكاة.
يشار إلى أن قرار حظر سفر طائرات بوينغ 737 ماكس بدأ سريانه في مارس الماضي، وذلك في أعقاب حادثة تحطم طائرة من هذا الطراز تابعة لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية، وأسفر عن مقتل 157 شخصا، إضافة إلى تحطم طائرة تابعة لشركة "ليون إير" في إندونيسيا وأسفرت عن مصرع 189 شخصا، ليبلغ عدد القتلى في الحادثين 346 شخصا.
وبإصدارها نسخا منقوصة لما وصف بأنه "اتصالات غير مقبولة بالمطلق"، قالت بوينغ إنها ملتزمة بالشفافية مع الجهة التشريعية والمنظمة.
وتم تحويل الرسائل إلى إدارة الطيران الفيدرالي والكونغرس في ديسمبر الماضي، حسبما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.
وقال رئيس لجنة النقل في مجلس النواب، بيتر ديفازيو، الذي كان يحقق بشأن طائرات "737 ماكس"، إن الرسائل "ترسم صورة مقلقة للغاية للحد الذي كانت بوينغ على استعداد على ما يبدو للذهاب إليه من أجل تجنب التدقيق من قبل المنظمين وطواقم الطيران والركاب، حتى عندما كان موظفوها يرددون الإنذارات داخليا".
ومن جانبها قالت "بوينغ" الخميس، إنها واثقة من أن "جميع أجهزة محاكاة طائرة 737 ماكس تعمل بفعالية" بعد إجراء اختبارات متكررة لأجهزة المحاكاة منذ كتابة الرسائل.
وأضافت الشركة الأميركية، إن المراسلات "لا تعكس الشركة التي تمثلنا أو نحتاج أن نكون عليها، وهي غير مقبولة على الإطلاق".
وذكر مسؤولون في "بوينغ" إن من بين من أرسلوا الرسائل طيار فني سابق في الشركة هو مارك فوركنر، الذي كشفت "بوينغ"، في أكتوبر الماضي، عن رسائل أخرى منه تفيد بأنه ربما يكون قد ضلل المنظمين عن غير قصد، وأثار شكوكا حول نظام الأمان الرئيسي في عملية اختبار الأجهزة.