شكَّلت مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في العام 2019 مشهدًا نضاليًا فريدًا ضد الاحتلال الصهيوني، وتسبَّبت له بأزمات فضحته على المستوى المحلي والعربي والدولي.
ومنذ 30 آذار/ مارس الماضي، انطلقت مسيرات العودة قرب السياج الحدودي بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، بهدف رفع الحصار عن القطاع، وتحسين الأوضاع الاقتصادية المعيشية للفلسطينيين، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم المحتلة التي هُجّروا منها في العام 1948م.
وأكَّد عضو الهيئة الوطنية العليا مسيرات العودة وكسر الحصار، خميس الهيثم، أنَّ مسيرات العودة استطاعت أن تغرس حب فلسطين وحق العودة في عقول الشباب والأجيال الجديدة، وتمكَّنت من مشاغلة العدو الصهيوني وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، مشيرًا إلى أنها دخلت عامها الثاني خلال العام 2019.
وأضاف الهيثم لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "مسيرات العودة ما تزال مستمرّة في فعالياتها على حدود قطاع غزة، فالمعركة مع الاحتلال طويلة الأمد لا تنتهي بمسيرة أو جولة عسكرية"، لافتًا أنها تحتاج إلى نفس طويل بتطوير القدرات العسكرية واحتضان الشعب الفلسطيني للمقاومة.
وأوضح أنَّ الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار تجري جلسات تقييم مستمرة لإيجابيات مسيرات العودة وسلبياتها، وتعمل على استحداث آليات وأساليب جديدة لمواجهة الاحتلال بكلِّ الوسائل الممكنة حتى تحرير كامل فلسطين المحتلّة.
على الصعيد ذاته، قال عضو هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار، ياسر خلف، إنّ مسيرات العودة جاءت في توقيت صعب وحسّاس للغاية، في ظلِّ اشتداد الحصار الصهيونيّ على غزة والتآمر "الصهيوأمريكي" على القضية الفلسطينية وتراجعها على المستوى العربي والدولي.
وأضاف خلف لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنّ مسيرات العودة شكَّلت نقطة مضيئة ومرحلة مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنها أثبتت أنَّ الشعب الفلسطيني سيبقى سدًا منيعًا في وجه كلّ مخطّطات التصفية التي تهدد القضية.
وأكَّد أنها حقَّقت إنجازات في الآونة الأخيرة، أبرزها إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد على طاولات المجتمع الدولي والعربي، مشيرًا إلى أنها تأتي تأكيدًا على تمسّك الشعب الفلسطيني بحقّ العودة وإحياء الأمل في نفوس الفلسطينيين.
وتابع: "مسيرات العودة وحَّدت الفصائل الفلسطينية تحت راية الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، كما أنها فضحت جرائم العدو الصهيوني بحق المتظاهرين السلميين، وجعلته يعيش حالة إرباك مستمرة على المستويات الأمينة والاقتصادية والعسكرية".
وشدّد خلف على أنَّ حالة التخبّط التي يعيشها الاحتلال الصهيوني من أزمات داخلية هي نتاج مسيرات العودة وجهود المقاومة الفلسطينية، مبينًا أنّ الشَّعب لن يتخلّى عن أرضه وثوابته ومقاومته في وجه الاحتلال والمؤمرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.
وثمّن دور المواطن الفلسطيني وعطاءه وبطولاته وإصراره على نيل حقوقه، قائلًا: "الشَّعب الفلسطينيّ نموذج يحتذى به أمام العالم في احتضان المقاومة والوقوف سدًا منيعًا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية ومؤامرة صفقة القرن، رغم ما يعايشه من حصار وفقر وبطالة".
ووجّه خلف رسالة للاحتلال، قال فيها: "مسيرات العودة مستمرة بكل أساليبها حتى نيل حقوقنا كاملة، وعليه أن يستجيب لمطالبنا العادلة"، مطالبًا المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية بدعم الحقوق الفلسطينية وتنفيذ القرارات العربية، بعيداً عن الشجب والإدانة، بخطوات عملية على أرض الواقع.
كما دعا السلطة الفلسطينية إلى رفع يدها عن المقاومة بدعمها، وأن تسمح بانتقال مسيرات العودة إلى الضفة المحتلة لتوسيع دائرة النار في وجه الاحتلال الصّهيوني.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنَّ إجمالي شهداء مسيرات العودة الكبرى (217) شهيدًا، من بينهم (46) طفلاً وسيدتان، و(9) من ذوي الإعاقة، و(4) مسعفين، و(2) من الصحافيين.
وأشار القدرة إلى أنَّ عدد الجرحى (19.400)، بينهم (4901) طفل و(858) سيدة، تنوَّعت إصابتهم بين الطفيفة والمتوسطة والخطيرة، واستُهدفت الطواقم الطبية (277) مرة، وأصيب (224) مسعفاً، فيما أصيب (173) صحافيًا خلال تغطيتهم مسيرات العودة، كما بلغت حالات البتر (158).