هدَّد السكّان الأصليون في كولومبيا، يوم أمس الخميس، الحكومة في بلادهم بالزحف نحو العاصمة بوغوتا، ما لم تحترم السلطات وعودها لهم بخصوص عدد من الموضوعات.
ويتهم السكان الأصليون الحكومة بعدم الحفاظ على وعودها، مثل الحقّ في الحصول على الأراضي التي تنتمي إليهم تاريخياً، والتشاور معهم في مشروعات التعدين التي تُجرى داخل أراضيهم.
ويحتجّ السكّان الأصليون أيضاً على عمليات قتل نشطاء حقوق الإنسان وزعماء الجماعة، حيث تم اغتيال المئات منهم منذ أن وقَّعت الحكومة اتفاق السلام مع حركة القوات المسلَّحة الثورية الكولومبية المتمردة (فارك) في العام 2016.
وقال عضو المجلس المحلي في إقليم "كاوكا" جنوب غربي البلاد، هيرني فلور، في تصريحات لإحدى المحطات الإذاعية، أمس، إنهم يمهلون الحكومة حتى 7 كانون أول/ ديسمبر الجاري "للحصول على ردّ صريح" بخصوص مسألة احترام الوعود السابقة التي قطعتها على نفسها. وتابع قائلاً: "وإذا لم نحصل على ما نريد، فإنَّ 30 ألف شخص سيخرجون من إقليم كاوكا صوب القصر الرئاسي في العاصمة بوغوتا".
يأتي ذلك في وقت تشهد كولومبيا احتجاجات وإضرابات منذ 21 نوفمبر/ كانون الثاني الماضي، تشارك فيها فئات كثيرة من المجتمع.
ويطالب المحتجّون بالتصدي لتهريب المخدرات وأعمال العنف وتحسين أوضاع العمال والتقديمات التقاعدية، كما يطالب البعض أيضاً بتقديم دعم للتعليم الرسمي، وحماية السكّان الأصليين والمدافعين عن الحقوق، واحترام اتفاق السلام الموقع في العام 2016 مع تنظيم "فارك" المسلح سابقاً، والذي يعتبره دوكي اتفاقاً متساهلاً جداً.
وتنوَّع المشاركون وأسباب الاحتجاجات في كولومبيا، فمن المشاركين العمال المركزيون المطالبون بمبادرات رسمية لجعل سوق العمل ونظام التقاعد أكثر مرونة، وهو ما تنفيه الحكومة.
كما شارك الطلاب في تلك الاحتجاجات للمطالبة بالمزيد من الموارد للتعليم العام، وهم يعانون من نقص التمويل، كما يطالبون بالوفاء بالاتفاقيات المتّفق عليها مع إيفان دوكي العام الماضي. وأيضًا السكّان الأصليون، الذين يطلبون الحماية بعد مقتل 126 منهم منذ تولي إيفان دوكي السلطة في آب/ أغسطس 2018، وفقًا لأرقام من المنظمة الوطنية للسكان الأصليين في كولومبيا، وقتل معظمهم في مناطق الاتجار بالمخدرات.
وتأتي التحركات في كولومبيا في مناخ متوتر في أميركا اللاتينية الغارقة بأزمات عدة، من الإكوادور إلى بوليفيا وتشيلي وفنزويلا.