في ظل التطور السريع والانفتاح العالمي لتقبل شبكات الجيل الخامس التكنولوجية "5G"، لا زالت هناك مزايا وفوائد كثير محتملة في مجالات الحياة اليومية وخاصة صناعة الصوتيات والمرئيات، حسب خبير في مجال التواصل الاجتماعي والشبكات.
قال الخبير، دنيز أوناي، الذي شارك بالعديد من حملات وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج للتعليم الحكومي، إن تدشين تقنية الجيل الخامس، والمعروفة باسم "5G"، تم تدشينها عام 2018 وسيستمر تطويرها طوال 2020، في مقابلة له نشرتها وكالة "الأناضول" الإخبارية.
ووفق أوناي، فإن ثمة "فروق بين "5G" و"4G LTE"، وهي النسخة المستخدمة في الغالب هذه الأيام، ففي كثير من الحالات، لم تتحقق أبدا سرعة الإنترنت التي توفرها شبكات "4G" بمعظم الهواتف الذكية، ومن ثم فقد تم استخدام مصطلح "LTE" مع تلك الشبكة ويعني (تطوير طويل الأمد)"، في إشارة إلى الحاجة لتطويرها.
وأضاف أن "بعض النسخ من شبكات اتصالات الجيل الرابع يشار إليها باسم "4G LTE Advanced"، وهي نسخ متقدمة، لكن شركات الاتصالات قلقة من أن يتم الإشارة إليها باعتبارها "4G" فقط دون النظر إلى التطورات المرافقة لها، ما قد يجعل العملاء يعتقدون أن الخدمة لم تتحسن".
التطور إلى تقنية "5G"
وحسب المتحدث، فإن تقنية الجيل الأول "1G" هي التي تتيح لنا الاتصال ببعضنا البعض بشكل أساسي، وتم تطويرها لأول مرة إلى الجيل الثاني "2G"، التي أتاحت خدمة الرسائل القصيرة. "ولكن الاتصال بشبكة الإنترنت جاء مع الجيل الثالث '3G'، وأن '4G' جعل سرعة الاتصال أسرع بكثير"، هكذا أضاف.
وأوضح أن "السرعة ليست هي الشيء الوحيد المهم في الصناعة السمعية البصرية"، مضيفا: "بالنسبة لهؤلاء العاملين في صناعة الصوت والفيديو، فإن التأخير وكثافة الاتصال وقدرة المرور عبر الشبكات تعد من الفروق المهمة.. سينخفض التأخير إلى 1 مللي ثانية في شبكات '5G'، مقارنةً بتأخير '4G' الحالي البالغ 50 مللي ثانية".
وأشار إلى أن "القدرة على نقل الصوت في هذا النوع من الإشارات دون تأخير، ستجلب العديد من الإمكانات الجديدة.. هناك أيضًا تغيير في طريقة إرسال الإشارات".
وقال أوناي إن تقنية "MIMO"، ومعناها "مدخلات ومخرجات متعددة"، تسمح بزيادة خمسة أضعاف في عدد الهوائيات في محطة قاعدة شبكات الـ"5G"، في حين أن تكوين الحزمة يتيح اتصال "مباشر" بكل مستخدم، مما يضمن سرعة واتصال ثابتين، وهذا مهم في العديد من الأغراض.
وبين الخبير أن "تفاعل الجمهور على الشبكة سيصبح أكثر اتساقا وموثوقية، مما يزيد من قدرتنا على استخدام التقنيات التفاعلية".
أوناي أكد أن "تقنيتي "5G" و "6 Wi-Fi" (تقنية اتصالات حديثة) ستوفران السرعة القصوى، مثل التتبع عالي الدقة".
وأوضح: "فكروا في الأمر مثلا فيما يتعلق بكاميرات المراقبة، وفتح وإغلاق الميكروفونات حسب الحاجة، والتحكم في الإضاءة، وبالطبع إعلانات اللافتات الرقمية .. مع هذه الإصدارات، سيصبح التحكم عن طريق الهواتف ليكون جهاز التحكم مع المستخدم في جميع الأوقات".
أكثر المجالات استفادة من الـ"5G"
الخبير في مجال الاتصالات نوّه إلى أنه "من المتوقع إطلاق تقنية '5G' على مستوى العالم في مارس/آذار 2020"، مضيفا أن الشخص العادي سيتفاعل باستخدام تقنية "5G" بعدة طرق، ما بين المجالات المهنية مثل الطبية والبناء والنقل، إلى الحياة اليومية.
وشدد على أن "هذه التكنولوجيا ستسمح بتوفير العديد من الخدمات الطبية عن بُعد".
وتابع قائلاً "سيتم إجراء الجراحات الروبوتية في مكان واحد بواسطة جراحين من أماكن مختلفة، وسيتم الربط بين المرضى والمستشفيات من خلال خدمات المتابعة داخل منازلهم"، عبر الميزات التي توفرها "5G".
ومضى أوناي يقول إن المصانع الذكية التي تستخدم روبوتات لاسلكية ستستفيد أيضا من هذا التطوير، وكذلك أيضا صناعات المواد الغذائية.
وستنتقل المركبات ذاتية القيادة في المدن الكبرى الركاب بسرعات تصل إلى 200 ميل في الساعة (322 كم / ساعة) في بيئة خالية من الحوادث بمساعدة الـ "5G".
ولا يقتصر الأمر فقط على الصناعات فيما يتعلق بالاستفادة من التكنولوجيا القادمة ، ولكن أيضًا سيتمكن الأفراد العاديين من استخدامها.
وقال أوناي إن لاعبي ألعاب الفيديو، على سبيل المثال ، سيكونون قادرين على الاتصال مع لاعبين آخرين في الوقت الفعلي عبر أجهزة الواقع الافتراضي.
وأضاف أنهم سيتواصلون مع لاعبين آخرين حول العالم ويتفاعلون معهم في الوقت الفعلي.