شدد قائد الجمعورية الإسلامية السيد علي خامنئي في كلمة له قبل يوم من الذكرى السنوية الأربعين لحصار السفارة الأميركية في طهران ان على أن بلاده ستواصل رفضها إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، ووصف البلدين بأنهما عدوان لدودان .
وقال خامني في الكلمة التي نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني إن "أحد سبل الحد من التدخل السياسي لأميركا هو رفض إجراء أي محادثات معها. هذا يعني أن إيران لن ترضخ لضغوط أميركا... من يعتقدون أن المفاوضات مع العدو ستحل مشكلاتنا مخطئون مئة بالمئة".
ووصلت العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدود على مدى العام المنصرم، بعد أن انسحب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني. وعاودت واشنطن فرض العقوبات على طهران بهدف وقف صادرات النفط الإيراني، وقالت إنها تسعى لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق أوسع نطاقا.
وحظر خامنئي على المسؤولين الإيرانيين عقد أي محادثات مع واشنطن، إلا إذا عادت للاتفاق النووي ورفعت جميع العقوبات.
وتحيي إيران ذكرى حصار السفارة الأميركية في طهران، الذي وقع بعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية، في العام 1979، بمظاهرات عادة ما تردد الحشود فيها "الموت لأمريكا".
واتهمت إيران الولايات المتحدة بدعم السياسات الوحشية التي انتهجها الشاه، الذي تمت الإطاحة به واحتجزت 52 أميركيا في السفارة لمدة 444 يوما ووصفتها بأنها وكر للجواسيس. وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أشهر قليلة من ذلك الحصار.
وقال خامنئي إنه "لم تتغير الولايات المتحدة منذ عقود... تواصل ذات السلوك العدائي الشرير ونفس الديكتاتورية الدولية... دائما ما تضمر أميركا العداء لإيران"، مضيفا أن "لدى إيران إرادة صارمة وحديدية. لن تترك أميركا تعود لإيران".
وعارض حلفاء أوروبيون لواشنطن قرار إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي. وردت إيران على العقوبات الأميركية بتقليص تدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وقالت إن من الوارد أن تتخذ المزيد من تلك الخطوات هذا الشهر.
وانتقد خامنئي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لمحاولته الترتيب لمحادثات بين واشنطن وطهران. وحاول ماكرون الترتيب لاجتماع بين الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر الماضي، لكنه لم يفلح في مسعاه هذا.
وقال خامنئي إن "الرئيس الفرنسي الذي يقول إن اجتماعا سيحل المشكلات بين طهران وأميركا إما ساذج أو متواطئ مع أميركا".