أظهرت دراسة أجراها باحثون في الجامعة النرويجيَّة للعلوم والتكنولوجيا في النّرويج، أنَّ تناول الأطفال في عمر السّنة للأسماك مرةً واحدةً أسبوعيًّا، يقلّل إمكانيّة تعرّضهم للأكزيما والربو في مرحلة الطّفولة.
واعتمد الباحثون للوصول إلى نتائج الدراسة على مراقبة نتائج مسح لحساسية الأطفال، شاركت فيه أكثر من 4 آلاف عائلة، لكشف العلاقة بين تناول الأسماك والوقاية من الأكزيما والربو وحمى القش.
وقارن الباحثون حالة الأطفال في عمر عام الَّذين يتناولون الأسماك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع حتى يبلغوا عامين، مع أقرانهم الَّذين يستهلكون كمّيات أقل من الأسماك. ووجدوا أنَّ تناول الأسماك مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، يقي الأطفال الصغار من الأكزيما والربو وحمى القش، وأنَّ نسبة الوقاية تتراوح بين 28 إلى 40%، وفقاً لكمية الأسماك المتناولة.
وقالت قائدة فريق البحث ميلاني راي سيمبسون: "يبدو أنّ تناول الأسماك بأنواعها المختلفة يوفّر فائدة صحية للأطفال الصغار، وليس فقط الأسماك الدهنية،كالسالمون والماكريل".
وأضافت في الدّراسة الّتي نشرت في مجلة Nutrients العلمية: "وجدنا أنَّ تناول الأسماك في سنّ عام واحد يقلّل من خطر الإصابة بالأكزيما والربو وحمى القش في سن السادسة".
وأشارت سيمبسون إلى أنَّ "هناك استنتاجاً واحداً من هذه الدراسة هو أنه ينبغي لنا زيادة تناول الأسماك للأطفال في السنة الأولى من عمرهم، لأنَّ ذلك يحدث تأثيرًا وقائيًا ضد الأكزيما والربو".
والربو هو مرض تنفّسي مزمن، ينتج من وجود التهاب وتشنّج في المسالك الهوائية، ما يؤدي إلى انسدادها، وهو يصيب الذكور والإناث في جميع مراحل العمر، ويتمثّل في سرعة التنفس و(كرشة النفس) والسعال وكتمة الصدر.
ويرتبط الربو بشكل كبير بأمراض الحساسية، ويصيب الأشخاص، وبخاصَّة الأطفال، الذين لديهم عوامل وراثية لبعض المواد المثيرة للحساسية، كالغبار والقطط والفئران والصراصير.
أمّا "الأكزيما" فهي مرض جلدي ناتج من التهاب الجلد، ويتعلَّق بفرط التحسّس، وينتج من عوامل وراثية ومناعية وبيئية، ويسبّب تهيّج الجلد واستثارته للحكة واحمراره وجفافه، إلى درجة ظهور تشقّقات وخشونة وقشرة على الجلد.
وتشكّل "الأكزيما" 15 إلى 20% من الأمراض الجلدية كافة، وتظهر بشكل خاص على الوجه والأطراف، وتصيب الإنسان في أيِّ عمر، لكنَّها أكثر شيوعاً عند الأطفال قبل سنّ المدرسة، إضافةً إلى كبار السن.