حذرت دراسة أميركية حديثة،أجراها باحثون في جامعة ولاية كولورادو، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "Journal of Environmental Economics and Management" العلمية، من أن استنشاق هواء ملوث لا يؤثر على صحة الأشخاص فحسب، بل يجعلهم أكثر عدوانية، ما يزيد معدلات الجريمة في المجتمع.
وللتوصل إلى نتائج الدراسة، ركز الباحثون على معدلات تلوث الهواء بالأوزون، والجسيمات الدقيقة المحمولة جوا التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، ويتعرض لها الأشخاص.
وتنبعث الجسيمات الدقيقة المحمولة جوا في الأغلب من مصادر صناعية، إضافة إلى عوادم السيارات، والطهي بالخشب والتدخين، ويمكن استنشاقها فتستقر في الرئة وتنتقل إلى مجرى الدم.
وقام الباحثون بتحليل 3 عوامل، وهي النشاط الإجرامي اليومي، عبر نظام الإبلاغ الوطني المستند إلى الحوادث، الذي يديره مكتب التحقيقات الفيدرالي، إضافة إلى رصد معدلات تلوث الهواء اليومية بين عامي 2006 ـ 2013، وفقا لبيانات وكالة حماية البيئة الأميركية، وصور الأقمار الصناعية التي يوفرها نظام رسم خرائط المخاطر، التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة.
ووجد الباحثون أنه كلما زادت معدلات التعرض لتلوث الهواء بالأوزون، والجسيمات الدقيقة المحمولة جوا، ارتفعت معدلات الجريمة في الشوارع، إضافة إلى العنف المنزلي.
ووجدوا أيضا أن 56 بالمئة من جرائم العنف، و60 بالمئة من الاعتداءات اللفظية والجسدية وقعت داخل المنزل، ما يدل على أن العديد من هذه الجرائم مرتبط بالعنف المنزلي.
وقال قائد فريق البحث، د. جيسي بوركهارت، إننا "نتحدث عن جرائم قد لا تكون جسدية، فيمكنك الاعتداء على شخص بالألفاظ".
وأضاف: "القصة هي أنه عندما يتعرض الأشخاص لمزيد من التلوث، يصبحون أكثر عدوانية، وبالتالي فإن المشاجرات البسيطة يمكن أن تتحول بمنتهى السهولة إلى جرائم عنف جسدي ولفظي في الشوارع والمنازل".
ويعتبر تلوث الهواء عامل خطر مساهما لعدد من اﻷمراض، بما فيها أمراض القلب والرئة، والسرطان، والسكري، وأمراض الكلى.
وبحسب تقرير صدر عن البنك الدولي في 2016، يتسبب تلوث الهواء في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعله رابع أكبر عامل خطر دوليا، واﻷكبر في الدول الفقيرة، حيث يتسبب في 93 بالمئة من الوفيات أو اﻷمراض غير المميتة.