أعلنت الحكومة الإثيوبيّة مساء أمس الجمعة، عن تحويلها سجن "ميكلاوي" في العاصمة أديس أبابا والّذي اشتهر بممارسات التعذيب فيه وسمعته السيئة إلى متحف بعد أن أغلقته نهائيًّا في العام الماضي ضمن محاولات الحكومة لـ"تحسين التوافق الوطني وتوسيع الحوار الديمقراطي" بحسب ما أعلنته آنذاك.
وشهدت احتفاليّة افتتاح المتحف مشاركة رسمية وشعبية بارزة، وفق ما ذكرته وكالة أنباء "الأناضول"، وكان في مقدمة المشاركين، رئيسة المحكمة الاتحادية العليا معزا أشنفى، والنائب العام برهانو تسيغاي، كما شهد الاحتفال كلمات رسمية للمسؤولين، وزيارات ميدانية للجمهور لغرف وزنازين السجن.
والعام الماضي، أعلنت إثيوبيا إغلاق مركز الاعتقال المعروف باسم ميكلاوي في العاصمة أديس أبابا، وذكرت حينها الإذاعة الرسمية أن آخر المعتقلين في المركز نُقلوا إلى "مركز إصلاحي" آخر.
وبحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، تعرّض آلاف المعتقلين في ميكلاوي خلال العقود الماضية، إلى حوادث مروعة شملت التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وخلال الحفل، قالت رئيسة المحكمة العليا، معزة أشنافي إن إثيوبيا تركت "تلك الحقبة من التاريخ الكئيب وراءها وننتقل إلى يوم جديد تسود فيه العدالة في البلاد".
وتأتي خطوة تحويل السجن إلى متحف، ضمن التعهدات التي قطعها على نفسه رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد علي، الذي تولى رئاسة وزراء البلاد، مطلع نيسان/ أبريل 2018؛ وفور تولّيه منصبه، أطلق أبي أحمد سراح آلاف من سجناء الرأي، وتعهد بإغلاق سجن ميكلاوي وتحويله إلى معرض مفتوح للجمهور.
ويرجع تاريخ تشييد سجن ميكلاوي إلى عهد الإمبراطور هيلي سلاسي الذي حكم البلاد في الفترة بين عامي 1930 و1974. وقد شهد سجن ميكلاوي توقيف أكثر من 21 ألف شخص، بحسب أرقام رسمية، في إطار حالة الطوارئ التي أعلنت بين تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وآب/ أغسطس 2017 ثم أفرج عن ثلثيهم لاحقا.
وأعلنت حالة الطوارئ إثر احتجاجات مناهضة للحكومة وغير مسبوقة منذ ربع قرن بدأت في 2015 وقمعت بشدة ما أوقع 940 قتيلا على الأقل، بحسب اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان المرتبطة بالسلطات.