حذَّر وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أمس الخميس، من أنَّ التحالف العسكري البحري الذي تسعى واشنطن إلى تشكيله بحجّة حماية الملاحة في الخليج من شأنه "زعزعة الأمن" في المنطقة. وقال العميد حاتمي، خلال اتصالات هاتفية أجراها مع نظرائه من قطر والكويت وعمان: "إنَّنا نعتبر أنفسنا مسؤولين تجاه أمن المنطقة، وبخاصة الخليج".
وشدَّد على أنَّ بلاده لن تتوانى عن اتخاذ أيّ خطوة في مسار الحفاظ على أمن الملاحة البحرية في الخليج ومضيق "هرمز" وبحر عمان. وأضاف محذرًا: "التحالف العسكري الذي تسعى أميركا إلى إنشائه بحجة توفير أمن الملاحة البحرية من شأنه تصعيد زعزعة الأمن".
من جانبه، أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي، ناصر الصباح، عن احترام بلاده لدور إيران الحاسم والمؤثر في الحفاظ على أمن المنطقة واستقراره.
بدوره، أكَّد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر، خالد العطية، أنَّ أمن منطقة الخليج يجب توفيره من قبل الدول المطلّة على ضفتيه. وأشار الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، إلى ضرورة مشاركة جميع دول المنطقة في الحفاظ على أمن مياه المنطقة.
وفي يوليو/ تموز الماضي، طلبت الولايات المتحدة الأميركية من حلفائها المشاركة "في مهمة بحرية لحماية الملاحة في مضيق هرمز من الممارسات الإيرانية"، بحسب قول مسؤولين أميركيين، رغم تردّد الدول الأوروبية في هذا الشأن. والثلاثاء الماضي، أعلن الكيان الصهيوني مشاركته في الخطة الأميركية لتأمين الملاحة في الخليج العربي، كما انضمَّت بريطانيا في وقت سابق إلى التحالف الأمني الأميركي.
في المقابل، بحث وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في اتصال أجراه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ملفّات الأمن البحري وإيران واليمن. وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية، مورغن اورتاغوس، أمس الخميس، إنَّ "وزير الخارجية ناقش التوتّرات المتزايدة في المنطقة، والحاجة إلى تعزيز الأمن البحري من أجل تعزيز حرية الملاحة"، مضيفةً: "بومبيو وولي العهد السعودي تطرقا أيضًا إلى تطورات ثنائية وإقليمية أخرى، بما فيها مواجهة أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار".
وفي موازاة ذلك، تتوالى المؤشرات على تفاقم التأثير السلبيّ الذي أحدثه توتر الخليج في التدفق الطبيعي لحركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية، إذ أعلنت أمس شركة "بي أند أو كروزس" البريطانية إلغاءها رحلات بحرية في دبي والخليج، بسبب تصاعد التوتر.
واتّهمت واشنطن وحلفاء خليجيون لها، وبخاصة الرياض وأبو ظبي، طهران باستهداف سفن تجارية ومنشآت نفطية في الخليج، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج.