أظهرت دراسة حديثة ارتفاع معدلات الانتحار بين المراهقين في الولايات المتحدة، وخاصة بين الذكور، وبيّنت أنّ معدل الانتحار بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما قد ارتفع من 8 لكل 100 ألف مراهق إلى 12 لكل 100 ألف بين عامي 2007 و2017.
ويعود هذا الارتفاع بشكل كبير لوقوع العديد من المراهقين والمراهقات ضحية التنمر عبر الإنترنت، وقد تؤدي هذه الضغوط التي يعيشها الضحية إلى الانتحار، بحسب ما ذكرته الدّراسة؛ وبيّن تقرير نشرته "دويتشه فيله" الألمانية حول الدّراسة بعض العلامات الّتي تظهر في سلوكيّات المراهقين المأزومين الّذين يقدمون على الانتحار، والّتي قد يساهم الانتباه لها وملاحظتها في إنقاذ بعضهم من الانتحار.
أوّلًا، الحديث عن فكرة الانتحار:
أشار التّقرير إلى أنّ الكثير من الجمل الّتي قد يقولها المراهقون حتّى بشكل ممازح قد تعبّر عن رغبتهم بالانتحار أو تفكيرهم فيه، مثل عبارات "لن أكون مشكلة بالنسبة لك لمدة أطول" أو "سأقتل نفسي"، مبيّنًا أنّ من المهم أخذها على محمل الجدّ؛
ثانيًا، الانسحاب الاجتماعي:
أشار التقرير إلى أنّ الانسحاب أو الابتعاد عن العائلة والأصدقاء قد يكون مؤشّرا على الأفكار الانتحاريّة والميل لتنفيذها، ففي الغالب يكون الناس أقل عرضة للإصابة بمشاكل نفسية إذا كان لديهم الكثير من الدعم الاجتماعي؛
ثالثًا، الشعور بالضغط أو اليأس:
قد يعبّر المراهقون عن الضغط الذي يمرّون به في حياتهم بتعابير مثل "أكره حياتي" أو "تعبت من الحياة"، من المهمّ بحسب الدّراسة أن يتمّ الاستماع والإصغاء إلى ضغوط المراهقين وما يجول بخاطرهم من أفكار ومشاعر، مع التشديد على احتوائهم ومدّ يد العون لهم للخروج من مساحة الضغط هذه، مع إعطاء الشرعية الكاملة لمشاعرهم؛
رابعًا، تغيير الرّوتين اليومي بشكل مفاجئ:
مثل تغيير ساعات النّوم ومواعيدها، والتّحوّل إلى النّوم القليل بعد اعتياد النوم لساعات طويلة أو العكس، إذ يعدّ هذا مؤشّرًا على مواجهتهم لأزمة ما وضغوطات تؤثر على نفسيتهم؛
خامسًا، أذية النفس:
وفق ما أظهرته الدراسة، فإنّ أذية النّفس قد تعدّ مؤشّرًا على الرغبة بالانتحار، وبحسب التقرير فقد يريد المراهقون من خلال أذية أنفسهم جذب الاهتمام أوّلًا، إلّا أنّ هذه الرغبة في الاهتمام قد تتحوّل لرغبة في الانتحار لاحقًا، لذا من المهمّ التّحدّث معهم عن أيّة محاولة لأذية أنفسهم مهما كانت بسيطة؛
سادسًا، التّخلّي عن الممتلكات:
يحاول المراهقون في الغالب تملّك الأشياء والشّعور باستقلاليّة في الملكيّة للأشياء مهما كانت بسيطة، ويعدّ إعطاء مراهق لممتلكاته الثمينة دون سبب مقنع إشارةً على أنّه "قد وضع خطّة".
لذا، من المهمّ مراقبة المراهقين وانفعالاتهم وتصرفاتهم باستمرار، وإعطاؤهم الشرعية للحديث عن أي هاجس يجول في خاطرهم، والدّعم الكامل لهم مهما كان حجم الخطأ الّذي وقعوا به، والاهتمام بالتّحدّث مباشرة مع المراهق عند ملاحظة أي تغيير لديه، لأنّ "المراهقين قد لا يأتون إليك أولًا".