احتفل العراقيون أمس، الجمعة، بقرار لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، يونسكو، إدراج مدينة بابل التاريخية على قائمة التراث العالمي، وذلك من خلال تصويت أجري في أذربيجان، وبعد حملة عراقية استمرت لسنوات لإدراج المدينة على القائمة.
تطل المدينة على نهر الفرات وتقع على بعد نحو 85 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد، وكانت في السابق مقصدا سياحيا رئيسا قبل أن يعاني العراق حربا تلو الأخرى على مدار العقود الأربعة الماضية.
شهدت بابل التي شيدت قبل 4300 عام، وباتت حاليا إلى حد بعيد عبارة عن أنقاض أثرية ومتحفين مهمين، صعود وسقوط العديد من السلالات الحاكمة منذ الأيام الأولى للحضارة البشرية المستقرة.
كتب الملك حمورابي شريعته الشهيرة في بابل، بينما أرسل نبوخذ نصر جيشه الضخم من المدينة إلى القدس لقمع انتفاضة وإعادة اليهود كعبيد.
وقال البعض إن الإسكندر الأكبر الذي قاد جيشه من مقدونيا لاحتلال معظم ما كان يعرف من بقاع الكرة الأرضية، توفي في بابل عام 332 قبل الميلاد.
لوح عشرات العراقيين بالعلم لدى تجمعهم عند بوابة عشتار في الموقع احتفالا بالوضع الدولي الجديد للمدينة.
ووصف رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، التصويت بـ"انتصار آخر لحضارات العراق التي كانت وستظل دائما منارة للعالم".
وكتب الرئيس، برهم صالح، في تغريدة إنه بعد بابل سوف تضاف مواقع أثرية أخرى إلى القائمة، الأمر الذي سيستعيد العراق من خلاله "الوضع الذي يستحقه"، على حد قوله.
أعلن البنك المركزي العراقي، تخصيص مليار دينار عراقي على ان تصرف على الإيفاء بمتطلبات إدراج آثار بابل على لائحة التراث العالمي.
وقال البنك في بيان "انطلاقاً من أهمية إدراج آثار بابل على لائحة التراث العالمي، وشعوراً منه بإن هذا الحدث يمثِّل مسؤولية وطنية تتشارك بتحملها مؤسسات الدولة بشكل تضامني، يعلن البنك المركزي عن تخصيص مبلغ مليار دينار من حساب مبادرة تمكين، تصرف على الايفاء بمتطلبات هذا الادراج"، وفق ما نشرته وكالة "الأناضول" الإخبارية.
واضاف البنك، "على أن تحدد لاحقا شكل المساهمة بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الثقافة والآثار ومحافظة بابل وبقيَّة الجهات المعنيَّة".
ويأتي التصويت بعد سنوات من تدمير تنظيم الدولة الإسلامية موقعا عراقيا آخر من مواقع التراث العالمي في شمال البلاد، مدينة الحضر القديمة. كما دمر المتطرفون مواقع عراقية أخرى بينها النمرود حيث كانت الثيران المجنحة الضخمة تقف ذات يوم عند القصر الذي يبلغ عمره أكثر من ثلاثة آلاف عام، وحولوها إلى قطع مهشمة.
إلى جانب بابل والحضر، تضمن العراق أيضا ثلاثة مواقع للتراث العالمي، مدينة سامراء الأثرية في وسط العراق، وأشور في الشمال والقلعة في مدينة اربيل الشمالية.
وقالت اليونسكو في بيانها إن "أطلال بابل وأسوار المدينة الداخلية والخارجية والبوابات والقصور والمعابد شهادة فريدة على أحد أكثر الامبراطوريات نفوذا في العالم القديم".
وأضافت اليونسكو "ارتباط المدينة بأحد عجائب العالم السبعة القديمة- الحدائق المعلقة- ألهم أيضا ثقافة فنية وشعبية ودينية على نطاق عالمي".