تمسَّكت الأحزاب الحريدية وأفيغدور ليبرمان بمواقفهم بشأن "قانون التجنيد"، فيما من المفترض أن يصوّت الكنيست على قانون "حلّ الكنيست" نهائياً الأربعاء، إذا لم ينجح بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى حلّ وسطي يمنع التوجه إلى انتخابات مبكرة.
وصرَّح مصدران من قائمة "يهدوت هتوراه" الحريدية التي أوصت بتكليف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة الصهيونية، بأن القائمة شرعت بالتحضر لخوض انتخابات مبكرة، في ظلّ تعنّت رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان ورفضه الانضمام إلى الحكومة.
يأتي ذلك فيما كتب ليبرمان منشوراً على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، جاء فيه: "ليس لدينا أي نية للتخلي عن مبادئنا والتزاماتنا للناخبين، وبالتالي فإنَّ مشروع القانون (قانون التجنيد) ليس نزوة، وليس نابعًا من الأنا (الغرور) أو الانتقام، ولكن حجر الزاوية في نظامنا".
وأضاف: "منح الحكومة مهمة تحديد أهداف التجنيد عبارة عن تجميل لأمر مشوه، وليس تغييرًا طفيفًا، وإنما جوهريًا، لذلك نحن نتمسَّك
بمقترحنا". وأضاف: "نصرّ على تمرير قانون التجنيد في القراءتين الثانية والثالثة، تمامًا كما في القراءة الأولى، من دون أي تغيير".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الصهيونية، مساء الثلاثاء، تصريحات عن مصدرين مختلفين في "يهدوت هتوراه" المكوّنة من تحالف الحزبين "ديغل هتوراه" و"أغودات يسرائيل"، قبيل انتهاء المدة الممنوحة لنتنياهو التي تنتهي منتصف الليلة المقبلة.
وأكَّد مصدر من "ديغل هتوراه" أنَّ النقاشات داخل الحزب تبحث المسائل المادية والتمويل الَّذي قد يحصلون عليه لخوض الانتخابات المقبلة. وقال: "لا أحد يستطيع أن يفهم ما الذي يريده ليبرمان بالتحديد"، وتابع: "بعد كل ما عرضته الحركة الحسيدية من تنازلات، لن نستطيع تقديم المزيد".
وادّعى أنّ كلّ العروض التي تلقاها ليبرمان رفضت، وبالتالي "لن نجري المزيد من المناقشات، لأنَّ الأمر بات يعتمد عليها أولاً وأخيرًا". ووفقًا للمصدر، يفضّل الحزب إجراء الانتخابات في شهر آب/ أغسطس أو بعد الإجازات، ولكن ليس في شهر أيلول/ سبتمبر.
بدوره، قال مصدر من "أغودات يسرائيل": "من جانبنا، انتهى الأمر. نحن الآن في خضمّ مركة انتخابية"، وشدَّد على أنه ليس باستطاعة الأحزاب الحريدية الخضوع لشروط ليبرمان، لافتاً إلى التوافق بين المكونين
الأساسيين لـ"يهدوت هتوراه" على خوض انتخابات وصفها بأنها "غير ضرورية".
وأضاف أنَّ الأحزاب الحريدية مقتنعة بأنَّ "المشاكل التي طرحها ليبرمان حول قانون التجنيد مفتعلة، وأنه يكره نتنياهو، ويؤمن بأنَّ الأخير أنهى مهمّته وقرَّر الإطاحة به"، وتابعاً أنَّ ليبرمان "يدرك أنه إذا أعطى الفرصة لنتنياهو لتشكيل حكومة خامسة، فإنه سيبقى متربعًا على قمة الساحة السياسية لسنوات عديدة محصّنًا من القضاء، وهو (ليبرمان) غير مستعدّ لرؤيته بعد الآن".
كما لفت المصدر إلى القناعات التي توصّلت إليها الأحزاب الحريدية بأنَّ ليبرمان قرَّر تلميع "صورته الّتي تزعزعت" خلال الفترة التي قضاها وزيرًا للأمن، وظهر خلالها كأنّه الرجل الضّعيف الذي يسير مطأطئ الرأس خلف نتنياهو.