اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، أنَّ قرار تجميد نصف مليار شيكل من أموال الضرائب الفلسطينية بحجَّة دفعها من السلطة إلى أسرى نفذوا هجمات ضد الصهاينة، سيكون بمثابة قرار "خطير" له تداعيات كبيرة.
وبحسب الصحيفة، فإنَّ الكيان الصهيوني يدرك جيدًا أن الرئيس محمود عباس في حال توقف عن دفع الأموال للأسرى، فإنه سيواجه أزمة داخلية كبيرة، مبينةً أنه في حال اضطر إلى إيجاد حلول، فسيكون ذلك على حساب غزة، من خلال خفض الأموال التي ينقلها إلى القطاع.
وقالت الصحيفة: "في حال قرَّر عباس ذلك، فستكون إسرائيل تسبّبت في أزمة مضاعفة بشكل غير مباشر في قطاع غزة، ما قد يؤدي إلى وقوع تصعيد عسكري على جبهة غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار الكابنيت بتطبيق القانون جاء تحت "الإكراه السياسي"، حيث أقرَّ القانون في الكنيست في شهر يوليو/ تموز الماضي، لكن لم تندفع أي جهة في المستوى السياسي لتنفيذه، وأنَّ بنيامين نتنياهو وجد نفسه مجبورًا على الخضوع لنفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان بتنفيذ القرار في خضم المعركة الانتخابية الداخلية.
وتقول الصحيفة إنه رغم اتخاذ القرار، فحتى الآن لا يزال من غير الواضح متى سيتمّ خصم تلك الأموال. وتضيف الصحيفة: "في الحقيقة، لا يمكن تجاهل التناقضات في تصريحات نتنياهو ووزرائه وافتخارهم بتجميد نقل الأموال للسلطة الفلسطينية التي تساهم في منع الهجمات من خلال التنسيق الأمني، والسماح في الوقت نفسه بنقل الأموال القطرية، ومن مصادر أخرى، إلى حماس في غزة، وهي المنظَّمة التي تستمر بشكل واضح في مواجهة إسرائيل واستخدام العنف ضدها".
وترى الصَّحيفة أنَّ السلطة الفلسطينية قد تتخذ إجراءات مثل وقف أيّ اجتماعات مع الجانب الصهيوني ردًا على هذا القرار. وبشأن حماس بعد القرار، تقول الصحيفة إنَّ الحركة غير مستعدّة لتسوية واضحة بعد ما حققته في الأشهر الماضية من زيادة إمدادات الكهرباء والأموال القطرية وقرار مصر بفتح معبر رفح.
وتضيف: "يبدو أنَّ قيادة التنظيم تعتقد أنَّ نتنياهو يمكن ابتزازه بشكل أكبر الآن، في ظلِّ رغبته في تجنّب صدام عنيف في القطاع قبل الانتخابات. إنَّ هذا الخليط المتفجّر والعقوبة التي تتخذها إسرائيل حاليًا ضد السلطة الفلسطينية، وبشكل غير مباشر ضد حماس، يمكن أن يساعد في توتر الأجواء أكثر، ويساهم في زيادة ابتزاز نتنياهو".
وبحسب الصحيفة، فإنَّ أطرافًا دبلوماسية مختلفة مطّلعة على الاتصالات مع الفلسطينيين، تأمل في أن يجد نتنياهو طريقة لتأخير تنفيذ القرار رغم اتخاذه بشكل رسمي داخل الحكومة.
"وفي هذه الأثناء، لا يبشّر الوضع على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة بالخير، فقد مرت تظاهرات يوم الجمعة الماضي من دون وقوع ضحايا، لكن حماس تواصل اللعب بالنار، من خلال إعادة التظاهرات الليلة التي تحدث بشكل يومي"، كما تقول الصحيفة.
وأضافت: "الحوادث الليلية تكون أكثر عنفًا من أحداث الجمعة. وتحت الظلام الدامس، يتم إلقاء المزيد من العبوات البدائية الصنع والكثير من زجاجات المولوتوف على الجنود".
وأشارت الصحيفة إلى تحذير الاستخبارات العسكرية العامة "أمان"، الأسبوع الماضي، من إمكانيَّة أن تتدهور الأوضاع بسرعة في غزة إلى تصعيد أوسع.