إرتقى 11 شهيدا، وجرح 1200 مواطن، واعتقل 450 آخرين، وهدم 35 منزلا ومنشأة، على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني خلال الشهر المنصرم، وذلك حسب التقرير الشهري الذي أصدره مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية حول أبرز الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
وفيما يلي أبرز تفاصيله:
الشهداء
ارتقى 11 شهيداً من بينهم ثلاثة أطفال وامرأه برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية والقدس وعلى حدود قطاع غزة، ارتقى منهم (6) شهداء في قطاع غزة و(5) في الضفة الغربية والقدس من بينهم مواطن استشهد برصاص المستوطنين الذين هاجموا قرية المغير شمال مدينة رام الله، والطفلة سماح مبارك (16) عاما التي اعدمها جنود الاحتلال على حاجز الزعيم المؤدي الى القدس بدم بارد، فيما لا زالت سلطات الاحتلال تحتجز في ثلاجاتها (38) جثماناً لشهداء من الضفة الغربية وقطاع غزة في مخالفة صارخه للقانون الانساني الدولي.
الجرحى والمعتقلين
أعتقلت سلطات الاحتلال الصهيوني خلال شهر كانون الثاني الماضي نحو(450) مواطناً في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، من بينهم (7) مواطنين من قطاع غزة، كما أصابت نحو(1200) مواطن ومواطنة منهم (923) مواطناً في قطاع غزة، ونحو(130) في الضفة الغربية والقدس، وذلك خلال اطلاق النار والغاز السام على المشاركين في المسيرات السلمية على طول الحدود في قطاع غزة، واثناء اقتحام قوات الاحتلال للقرى والبلدات والمخيمات في الضفة الغربية، ومن بين المصابين (18) مسعفا من الطواقم الطبية في قطاع غزة بالاضافة الى (8) مصورين صحفيين.
كما اصيب العشرات بحالات اختناق نتيجة اطلاق قنابل الغاز السام على المشاركين في المسيرات الاسبوعية ضد بناء الجدار ومصادرة الاراضي في كل من نعلين وبلعين ورأس كركر وكفر قدوم، فيما اصيب نحو(150) اسيراً يقبعون في سجن "عوفر" الاحتلالي نتيجة الاقتحامات التي نفذتها ادارة سجون الاحتلال لغرف المعتقلين حيث استخدمت خلالها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز، والقنابل الصوتية، والهراوات، والكلاب البوليسية، وقد تم نقل (20) منهم الى المستشفيات في جريمة واضحة ضد الانسانية وخرق لمعاهدة جنيف بشأن معاملة الاسرى.
الاستيطان والاستيلاء على الأراضي
صادقت "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" التابعة لسلطات الإحتلال في مدينة القدس على بناء (559) وحدة سكنية في مستوطنات قائمة على اراضي مدينة القدس، حيث تمت المصادقة على بناء (296) وحدة سكنية في مستوطنة "بسغات زئيف" القائمة على اراضي شعفاط وبيت حنينا و(263) وحدة سكنية في مستوطنة "رامون الون" القائمة على أراضي تابعة لقرية بيت إكسا شمال غرب القدس.
كما رفضت المحكمة العليا الصهيونية في القدس طلب عائلات الشيخ جراح في منطقة "كرم الجاعوني" النظر في وثائق وطابو تثبت ملكيتهم للأرض والمنازل، حيث أصدرت المحكمة قراراً باخلاء بناية يسكنها (5) عائلات تضم حوالي (45) شخصا، فيما تعمل جمعيات استيطانية على تهجيرهم والاستيلاء على كامل الحي الذي يسكنه أكثر من (100) عائلة فلسطينية منذ خمسينات القرن الماضي تمهيدا لبناء حي استيطاني، وكانت جمعيات استيطانية تقدمت بمشروع استيطاني مكون من (8) مباني كل منها (12) طابقا بواقع (500) وحدة سكنية، وقال مكتب الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في القدس: إن هناك اكثر من (800) فلسطيني قد يفقدوا حق السكن في منازلهم نتيجة قضايا امام المحاكم الاسرائيلية رفعتها منظمات استيطانية.
إلى ذلك صادقت ما تسمى بـ"الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال الصهيوني على طلب وزارة الإسكان الاسرائيلية تخصيص (1182) دونما بالقرب من قرية النهلة جنوب مدينة بيت لحم ضمن مخطط حكومي لمحاصرة المدينة بالمستوطنات.
وذكرت حركة "السلام الآن" العبرية أن وزارة الاسكان في حكومة العدو كانت قد أعدت سابقا مخططا هيكليا لبناء (2500) وحدة سكنية في ذات المنطقة، وفي حال تنفيذ المخطط ستقطع جنوب الضفة الغربية الى النصف. الى ذلك كشف مركز أبحاث الأراضي في القدس، عن أن وزارة المالية الإسرائيلية منحت الترخيص لتنفيذ مخطط استيطاني يهدف إلى الاستيلاء على حوالي (139) دونما من أراضي قرية دير دبوان شرق محافظة رام الله والبيرة، بهدف ربط مستوطنة "معاليه مخماس" بمستوطنة "متسبيه داني" حسب ما يظهره المخطط التفصيلي للمشروع،كما أصدر جيش الاحتلال امراً عسكرياً باغلاق ما مساحتة (7000) دونما من الاراضي الوقفية التابعة لوزارة الاوقاف في منطقة العوجا بمحافظة اريحا وذلك بحجة "الاغراض الأمنية".
وفي سياق متصل جرفت سلطات الاحتلال الصهيوني خلال الشهر المنصرم مساحات واسعة من اراضي المواطنين الزراعية في الضفة الغربية، وتركزت عمليات التجريف في كل من: منطقة بئر شاهين وواد السمن جنوب مدينة الخليل بالاضافة إلى تجريف (4.5) دونما من إراضي قرية ظهر المالح المعزولة خلف جدار الضم والتوسع العنصري جنوب غرب جنين، و(30) دونما من أراضي خربة يانون جنوب نابلس، وتجريف ارض مساحتها ثلاثة دونمات قرب بلدة بتير غربي بيت لحم مما ادى لأقتلاع (73) شجرة زيتون، كما اقتلعت جرافات الاحتلال نحو (50) شجرة زيتون قرب قرية بروقين غربي سلفيت، وكذلك تجريف طريق في منطقة مسافر يطا جنوبي محافظة الخليل، بالاضافة الى تجريف اراضٍ تابعة لبلدة عصيرة القبلية بمحاذاة مستوطنة يتسهار جنوب نابلس واراض تابعة لدير اللاتين في الاغوار.
هدم البيوت والمنشأت
هدمت واستولت سلطات الاحتلال الصهيوني خلال كانون ثاني الماضي (35) بيتاً ومنشأة، شملت (10) بيوت، و(25) منشأة، من بينها خمسة عمليات هدم ذاتي شملت هدم ثلاثة بيوت ومنشأتين، قام أصحابها بهدمها تجنباً لدفع غرامات مالية باهظه في بلدتي سلوان والعيسوية بمدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى هدم بيت ذوي الاسير خليل جبارين في منطقة الحيلة التابعة لبلدة يطا جنوبي الخليل، وتركزت عمليات الهدم في بلدات وقرى قلنديا وسلوان والعيسوية وبيت أكسا وواد الجوز بمحافظة القدس، وبلدات نحالين وبتير والخضر وتقوع بمحافظة بيت لحم، وقريتي فصايل والنويعمة شمالي محافظة أريحا، ومسافر يطا وبلدة ترقوميا ومدينة الخليل، وبلدة يعبد وظهرة المالح غربي محافظة جنين، وبلدة حواره جنوبي نابلس.
كما أخطرت سلطات الاحتلال (30) بيتاً ومنشأة بالهدم ووقف البناء والترميم، وشملت الاخطارات مسافر يطا ومدينة الخليل، وبلدة نحالين غربي بيت لحم، وبلدات سلوان والعيسوية وعناتا بمحافظة القدس، وبلدة طمون وخربة الحمة بمحافظة طوباس والاغوار الشمالية، وعرب الرماضين جنوبي قلقيلية، وقرية حارس بمحافظة سلفيت.
تهويد القدس
أعلنت بلدية الاحتلال وقف تسجيل الطلاب في مدرسة القادسية أو ما تعرف بمدرسة "خليل السكاكيني" داخل البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة وتوزيع الطلاب البالغ عددهم نحو(350) طالبه إلى مدارس البلدية، في قرار وصف بـأخطر قرار تهويدي منذ عام 1967، وتهدف سلطات الاحتلال من وراء ذلك لتفريغ البلدة القديمة من ساكنيها الفلسطينيين، والسيطرة على مباني وأرض المدرسة التي تقع بجوار المسجد الاقصى، فيما وافقت "لجنة البنية التحتية" في حكومة الاحتلال على مشروع اقامة "تلفريك" بطول (1400)م، بمحطتين واحدة في جبل صهيون غرب الاقصى، ومحطة أخيرة عند حائط البراق، ويحمل التلفريك (73) عربة بطاقة أستيعابية تصل إلى (3000) راكب في الجولة الواحدة، وسيستغرق هذا المشروع عامين لأنجازه، وسيكلف قرابة (200) مليون شيكل، وسيشكل إنجاز هذا المشروع التهويدي خطوة متقدمة في سياق تغيير طابع مدينة القدس العربي الاسلامي.
كما تخطط بلدية الاحتلال لإنهاء قضية اللاجئين في المدينة المحتلة من خلال إغلاق المدارس والمراكز الصحية التابعة لوكالة "الاونروا"، وإلغاء مسمى "مخيم شعفاط " وتحويله إلى حي سكني، وفي سياق ممارسة سياسة الفصل العنصري أفتتحت سلطات الاحتلال "شارع الابرتهايد" شمال شرق مدينة القدس المحتلة، والذي يفصل بين السائقيين الفلسطينين و"الاسرائيلين" جدار بطول (8) أمتار، وفي نفس الاطار يخطط رئيس بلدية الاحتلال "موشيه ليؤون" لإسكات مآذن مدينة القدس المحتله من خلال تخفيض الصوت الصادر عنها طبقاً لقانون "الضجيج" المطبق داخل الاراضي المحتله عام 1948م، حيث سيكلف كل مسجد نحو(70) الف شيكل.
على الصعيد ذاته أصدرت "محكمة الاحتلال" قراراً بإخلاء بناية في حي الشيخ جراح تسكنها خمسة عائلات من عائلة الصباغ بدعوى ملكية الارض للمستوطنين تمهيداً لتحويلها لبؤرة إستيطانية جديدة، وفي نفس الاطار أصدرت محكمة الاحتلال قراراً بفرض الحجز المؤقت على قطعة أرض باسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في منطقة الطور تبلغ مساحتها (2.7) دونم، بحجة الحصول على تعويضات لصالح "عائلات قتلى إسرائيلين" قتلوا في عمليات فدائية، وأفتتح رجل الاعمال الصهيوني "رامي ليفي" مجمعا تجاريا يحمل اسمه قرب جدار الفصل والتوسع العنصري المحاذي لبلدة الرام في إطار الحرب الاقتصادية على تجار المدينة المقدسة.
كما أقتحمت شرطة الاحتلال مشفى المقاصد لمنع إقامة فعالية الاحتفال باليوبيل الذهبي للمشفى بحجة مشاركة وزيري الصحة والتعليم الفلسطينيين في الاحتفال، وحاصرت سلطات الاحتلال ملعب برج اللقق بجدار حديدي يصل طوله إلى 3 أمتار.
وفي سياق تهويد المسجد الاقصى أقتحم المستوطنون مسجد قبة الصخرة لأول مرة وتجولوا داخله، بعد أن حاول عدد من حراس المسجد إغلاق باب المسجد لمنع إقتحامه الامر الذي أدى إلى محاصرة مسجد قبة الصخرة من قبل شرطة الاحتلال ومنع إقامة صلاة الظهر فيه، فيما أعتقلت في وقت لاحق (7) من حراسه وأصدرت قراراً بأبعادهم عن المسجد الاقصى لفترات زمنية وصلت لستة أشهر، فيما دعا عضو بلدية الاحتلال "آرييه كينج" لهدم أجزاء من سور مدينة القدس التاريخي بدعوى تسهيل حياة سكان البلدة القديمة، وشاركت "الشرطة النسائية" لأول مرة في اقتحامات المسجد الاقصى اليومية، الذي سجل اقتحام (2267) مستوطن لباحاته، مقارنه (1920) مستوطن أقتحموا المسجد الاقصى لنفس الفترة خلال العام الماضي، ومن بينهم أعضاء الكنيست اليهودي المتطرف "يهودا غليك" الذي أدى مراسم تلمودية على الهواء مباشرة لأعلان مراسم زفاف نجله، وكذلك العضوين "أوري آرئييل وشارين هاسكل"، فيما أدى مستوطنين رقصات استفزازية في مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى، ومنعت شرطة الاحتلال دخول ملابس خاصة لسدنة المسجد الاقصى كما منعت دخول القرطاسية للمكتبة، وتجولت وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال "ميري ريغيف" في البلدة القديمة في القدس المحتلة بحماية من شرطة الاحتلال، كذلك تجول مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي "جون بولوتون"، والسفير الاميركي لدى كيان الاحتلال "ديفيد فريدمان" في الانفاق أسفل البلدة القديمة بمدينة القدس.
كما واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ سياسة الحبس المنزلي والابعاد على سكان مدينة القدس المحتلة، وفرضت الحبس المنزلي على (5) مواطنين لفترات زمنية متفاوته مع دفع غرامة (6000) شيكل، واصدرت قراراً بأبعاد (5) مواطنين عن احياء مدينة القدس والمسجد الاقصى مع دفع غرامة ( 10500) شيكل.
اعتداءات المستوطنين
نفذت عصابات المستوطنين خلال شهر كانون ثاني الماضي (65) اعتداءاً بحق المواطنين الفلسطينين وممتلكاتهم، أسفرت عن أستشهاد المواطن حمدي النعسان (38) عاماً من قرية المغير شمال شرق محافظة رام الله والبيرة نتيجة إطلاق النار عليه بشكل مباشر، فيما أصيب (21) مواطناً بجروح مختلفة من بينهم طفلين وإمرأة، نتيجة الاعتداء عليهم.
وشملت الاعتداءات تنفيذ (3) عمليات دهس وعمليتي أطلاق نار، بالاضافة إلى أقتلاع وتدمير وسرقة (1117) شجرة مثمرة وحرجية، وتدمير زجاج وأعطاب إطارات (8) سيارات، وجرف المستوطنون (32) دونماً من إراضي المواطنين بخربة يانون جنوبي نابلس، كما تم وضع "كرفانات" بغرض توسيع البؤرة الاستيطانية المسماة (777)، وحاول المستوطنين الاستيلاء على (10) دونمات من إراضي المواطنين بخربة بيت إسكاريا جنوبي بيت لحم وتصدى المواطنون لهم ومنعوهم من ذلك.
وأشار التقرير لمحاولة شق طريق استيطاني في منطقة وادي الحصين شرقي مدينة الخليل، وسرق قطعان المستوطنين (27) رأساً من الغنم يملكها أحد المواطنين من قرية الجفتلك شمالي مدينة إريحا، وأقتحم مئات المستوطنين مقام النبي يوسف والمقامات الدينية قرب قرية عورتا شرقي نابلس، والمنطقة الاثرية قرب قرية سبسطية غربي نابلس، وبرك سليمان جنوبي بيت لحم، وشملت اعتداءات المستوطنين محافظات جنين وطولكرم وطوباس وسلفيت وبيت لحم والخليل ورام الله.
وفي الاغوار الشمالية، صعد المستوطنون المسلحون من إعتدائتهم على رعاة الاغنام والمزارعين في مناطق خربة مكحول والحمة والمزوقح والسويده وسمره والفارسية وأم الجمال والمالح مستخدمين معهم الكلاب المتوحشة، فيما أجبر جنود الاحتلال عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها في وادي إبزيق بحجة إجراء تدريبات عسكرية، وأنفجر لغم في منطقة عين الساكوت مما أدى إلى نفوق أربعة رؤوس من الابقار.
الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة
تواصلت الإعتداءات الصهيونية على قطاع غزة خلال شهر كانون ثاني الماضي مع دخول مسيرات العودة شهرها الحادي عشر، وأسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد (6) مواطنين بينهم طفل وإمرأة، وأصابة (923) مواطناً بجروح مختلفه، وشملت الاعتداءات خلال الشهر المنصرم (190) عملية إطلاق نار بري شرق القطاع، وشن (13) غارة جوية، و(12) عملية قصف مدفعي، و(13) عملية توغل بري، و(36) عملية إطلاق نار تجاه مراكب الصياديين، أسفرت عن أعتقال (5) صيادين، والاستيلاء على (3) مراكب صيد، فيما اعتقلت قوات الاحتلال (7) مواطنين على الحدود الشرقية لمحافظات القطاع.