تحت اسم "مسلمون في ولاية سكسونيا السفلى" أسست مجموعة من المساجد في ولاية ساكسونيا السفلى إتحاداً إسلامي جديد في مدينة هانوفر يوم السبت الماضي. ويقدم الاتحاد الإسلامي الجديد نفسه على أنه اتحاد مستقل عن البلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين في ألمانيا، كما قال المتحدث باسمه فيروز فلادي في تصريح له لوكالة الأنباء الإنجيلية (epd).
ويضم الاتحاد الإسلامي الجديد مساجد من أوسنابروك وهانوفر وبراونشفايغ ونينبورغ وفشتا ومدن أخرى. ورئيس الاتحاد الجديد، هو أفني ألتينر، الرئيس السابق للاتحاد الإسلامي "الشورى". وبحسب المؤسسين فإن أسباب تأسيس الاتحاد الإسلامي الجديد تعود إلى الانتقادات الموجهة للاتحاد الإسلامي- التركي للشؤون الدينية "ديتيب"، بسبب تبعيته للدولة التركية وخضوعه لنفوذها.
"مسلمون ألمان"
يسعى الاتحاد الإسلامي الجديد "مسلمون في ولاية سكسونيا السفلى" إلى رفع صوته في النقاشات حول العلاقة بين الدولة والدين، كما صرح المتحدث باسمه للوكالة نفسها. وتشمل أهداف الاتحاد الإسلامي الجديد أيضا مناقشة مسألة التربية الدينية في المدارس، وتدريب الأئمة في مساجد ألمانيا والسعي لتمثيل المسلمين في المجالس الاستشارية للمؤسسات الألمانية.
و ينطوي تحت الاتحاد الإسلامي الجديد مساجد عربية وكردية وبوسنية وأفريقية بالإضافة إلى مساجد تركية. لكن حسب تصريح المتحدث باسمه فإن البلدان الأصلية للمهاجرين المسلمين في ألمانيا لن تلعب دوراً في تمثيل المسلمين خلال السنوات القادمة: "نحن مواطنون ألمان، نحن نمثل ساكسونيا السفلى، نحن مسلمون، ونعرف أنفسنا بشكل مستقل عن بلد المنشأ". وأضاف المتحدث أن مصادر تمويل الاتحاد الجديد ستكون من الداخل ولن يعتمد في تمويله على التبرعات من الخارج.
الوفاء للقوانين والقيم الأوروبية
لكن إلى أي مدى يمكن أن يحقق هذا الاتحاد الإسلامي الجديد استقلاليته عن البلدان الأصلية للمسلمين المهاجرين في ألمانيا وعن تأثير الأجندات السياسية الخارجية؟ عن هذا السؤال يجيب الباحث في الشؤون الإسلامية، عبد الحكيم آورغي بالقول إن تأسيس اتحاد إسلامي مستقل "خطوة جيدة وصحيحة وأنها تدل على أن المسلمين يسعون نحو الاستقلال السياسي والمادي للمؤسسات التي تمثلهم في ألمانيا".
واستدرك آورغي في حوار مع DW عربية قائلا: "على مستوى المضمون يجب أن يقوم هذا الاتحاد الجديد على تمثيل مصالح المسلمين وأن يعمل على مفهوم الإسلام الأوروبي والألماني. أتمنى أن تتعلم هذه الاتحادات من أخطاء الماضي وأن تقوم أيضاً باشراك الجيل الجديد من أبناء المهاجرين، الذين ولدوا في ألمانيا، في تمثيل المسلمين".
وتتردد في الخطاب السياسي الألماني باستمرار مفاهيم تدول حول "الإسلام الألماني" و"اتحادات إسلامية مستقلة"، بعيدة عن الأجندات الخارجية، وهنا يرى آورغي، أن "الوفاء للقوانين والقيم الغربية هو الخط، الذي يجب أن تسير عليه الاتحادات الإسلامية في ألمانيا". ويضيف :" بالإضافة إلى احترام القوانين والقيم الألمانية، يجب على مثل هذه المؤسسات الاستقلال عن الدول الأصلية للمسلمين وأن يكون الاتحاد، اتحاد ألماني يمثل مصالح جميع المسلمين في ألمانيا، وليس مصالح بلدانهم الأصلية أو يخدم أجندات سياسية معينة".
ويدعو الباحث والخبير في الشؤون الإسلامية إلى ضرورة توفير هيئة مراقبة تراقب عمل وتطور هذه الاتحادات الإسلامية في ألمانيا، من أجل ضمان استقلالها السياسي والمادي وتمثيلها جميع المسلمين. الإسلام في حد ذاته متشعب وفيه اختلافات، ولهذا يجب أن يكون هناك اتحاد إسلامي يوحد جميع المسلمين باختلاف بلدانهم الأصلية وانتماءاتهم السياسية والدينية.
ويذكر أن الاتحاد الإسلامي الجديد "مسلمون في ولاية سكسونيا السفلى" يُضاف إلى عدد من الاتحادات الإسلامية المتواجدة في ألمانيا، ومن بينها اتحاد المسلمين "الشورى" في ولاية سكسونيا السفلى و الاتحاد الإسلامي- التركي للشؤون الدينية "ديتيب".