بسبب ظاهرة "النينيا" توقّع العلماء أن يكون هذا العام أكثر برودة قليلاً من العامين الماضيين، اللذين شهدا في كليهما نمطاً معاكساً، ألا وهو ظاهرة "النينيو".
على الرغم من أنّ أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة شهدت ظروفاً شديدة البرودة الشهر الماضي، إلا أنّ الكوكب ككلّ شهد أعلى درجة حرارة في شهر كانون الثاني/يناير على الإطلاق، حسبما قال العلماء يوم الخميس الماضي.
وبحسب
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية لقد كان ارتفاع درجات الحرارة بمثابة مفاجأة بالنسبة لباحثي المناخ. فقد حدث ذلك أثناء ظروف "النينيا " في المحيط الهادئ، والتي تميل إلى خفض متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية، مؤقتاً على الأقل.
و"النينيا" ظاهرة مناخية تحدث نتيجة برودة غير عادية لسطح المياه في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي، وتحدث عادة كلّ سنتين إلى 7 سنوات وتظهر في خريف نصف الكرة الأرضية الشمالي.
وتشير ظاهرة النينيا إلى انخفاض درجات حرارة سطح المحيطات على نطاق واسع في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب تغيّرات في دوران الغلاف الجوي المداري، مثل الرياح والضغط وهطول الأمطار.
وعادة ما تكون لها آثار عكسية على الطقس والمناخ، على غرار ظاهرة النينيو، وهي المرحلة الدافئة لما يسمى بظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي (ENSO).
ويحمل الجفاف المستمر في القرن الأفريقي وجنوب أميركا الجنوبية بصمات ظاهرة النينيا، وكذلك هطول الأمطار فوق المعدل المتوسط في جنوب شرق آسيا وأستراليا والتنبؤات بموسم أعاصير أعلى من المتوسط في المحيط الأطلسي.
سطح الأرض الدافئ
لقد أصبح سطح الأرض دافئاً للغاية طوال معظم العامين الماضيين لدرجة أن العلماء يدرسون ما إذا كان هناك شيء آخر في كيمياء الكوكب قد تغيّر، وهو شيء يرفع درجات الحرارة إلى ما هو أبعد مما يمكن أن تفسّره انبعاثات الكربون وحدها.
وتظل هذه الانبعاثات، وهي المنتجات الثانوية لحرق الفحم والغاز والنفط، المحرّك الرئيسي للاحتباس الحراري العالمي، الذي بلغ مستويات قياسية في عامي 2023 و2024.
وبسبب ظاهرة النينا توقّع العلماء أن يكون هذا العام أكثر برودة قليلاً من العامين الماضيين، اللذين شهدا في كليهما نمطاً معاكساً، ألا وهو ظاهرة النينيو.
ظاهرتان مناخيتان
وتعتبر "النينيو" و"النينيا" ظاهرتان مناخيتان تحدثان في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي، إلا أنّ ظاهرة النينيو والتي لا تزال تؤثّر على العالم وحتى صيف العام الحالي 2016، تحدث نتيجة ارتفاع حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ عن معدلها.
وتتأرجح مياه المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي بين ظاهرتي النينيو والنينيا، ما يؤثّر على الطقس في جميع أنحاء العالم من خلال تغيير التوازن بين الحرارة في المحيط والحرارة في الهواء.
ولكن هناك مجموعة من العوامل الأخرى التي تؤثر في درجات الحرارة العالمية أيضاً. ففي الوقت الحالي، لا توجد احتمالات كبيرة بأن يكون عام 2025 هو العام الأكثر حرارة على الإطلاق، كما قال راسل فوز، عالم المناخ في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، للصحافيين مؤخّراً.
ولكن في هذا الوقت من العام الماضي، كان الباحثون يقولون الشيء نفسه تقريباً عن عام 2024، كما قال الدكتور فوز. لقد كانوا مخطئين.
وبحسب وكالة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس"، كان الشهر الماضي أكثر دفئاً من المعتاد في شمال كندا وألاسكا وسيبيريا، فضلا عن أجزاء من أستراليا والقارة القطبية الجنوبية.
وقالت وكالة مراقبة المناخ "كوبرنيكوس" إن درجات الحرارة المرتفعة بشكلٍ غير طبيعي فوق خليج هدسون وبحر لابرادور ساعدت في تقليص الجليد البحري في القطب الشمالي إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في كانون الثاني/يناير.