ألقى المستشار الاعلامي لسماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، الشيخ عامر زين الدين كلمة في المجلس العاشورائي الذي تقيمه مؤسسات المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله(رض) في قاعة الزهراء(ع) في مجمع الحسنين(ع) في حارة حريك برعاية وحضور العلامة السيد علي فضل الله.
قال: يشرفني أن أقف بينكم اليوم على هذا المنبر الزاهر، الذي لطالما بث روح الاخوة الانسانية والمواطنة الحقة، لإحياء هذه الليلة العاشورائية المباركة، التي تجمعنا اليوم حول الامام الحسين(ع) ناقلا لكم تحيات سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى مشيراً إلى منهج المرجع فضل الله الذي تميز بالاعتدال والوسطية وكرس مسيرة حياته لخدمة الدين الاسلامي الحنيف والمجتمع على نحو عام، بفكر تجديدي توعوي وحدوي، شكل مدماكاً ثابتا في بناء جسور التلاقي نحو مساحات المشتركات والتعايش بين الأديان والمذاهب، وأضفى بنهجه الحواري ما يسهم في نشر قيم التسامح والمحبة وهدم جدران التفرقة بين الطوائف.
وأضاف: عندما نتحدث عن الامام الحسين(ع) فإنما نشير الى عظماء في التاريخ، في الانسانية، ومثل أعلى في العدل، لطالما وقف بصوته الصارخ بوجه طاغ أو سلطان جائر، ثائراً على الظلم مشيراً إلى ان ثورة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته، قامت كنداء اصلاحي أولاً، ولرد الظلم ثانياً. نداء خالد في أعماق الزمن والتاريخ، وصدى من جوهر الدين الإسلامي الحنيف. وأساس تلك الرسالة ومعانيها السامية، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
وتابع: تلك الثورة لم تكن مجرد حدث تاريخي، وانما قصةً ملحميةً سطرت، لكي تزرع في القلوب بذور الأمل والتضحية، وقد شق من خلالها الطريق نحو بعد ثوري انساني ضد شتى انواع الظلم والاستبداد، لأجل العدل والمساواة.
وأشار إلى أن لإحياء هذه الذكرى المباركة الجزيل من العبر والمعاني، إذ هو أبلغ دليل على التعلق بنهج آل البيت وبنهج الحسين وشهادته المظفرة وسيرته العطرة، تعلقاً بالحق الذي اؤتمن عليه، والدين الذي استشهد لأجله، وهو من خرج في سبيله صادعاً بالحق، مواجهاً سيوف الباطل، ماضياً إلى شهادة التاريخ، حاملاً كل القيم الإنسانية التي أرسل لأجلها جده الرسول هدًى للعالمين ورحمةً وسراجاً منيراً.
واردف: ان الامام الحسين (عليه السلام) مثال حي للقيم الاسلامية والانسانية بصفاته النبيلة وافعاله العظيمة.
وامام احوالنا اليوم، فما احوجنا للعودة الى تلك القيم، وما احوج القادة والمرجعيات للاستفادة من سيرة الإمام وتجربته في الحكم وإدارة شؤون الدولة والسلطة، ما احوجنا الى رحماء عادلين مؤمنين بمبدأ المساواة والحقوق التي جاء بها الإسلام اساسا، بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ ما أحوجنا لترجمة فصول تلك الثورة وتحويلها إلى عمل ملموس وواقعي يغير من الواقع المزري الذي نعيشه، وقد استباح الجهل امتنا والاستعباد، وهد قوانا الفساد والإفساد.
وختم بالقول: ليكن نهج الحسين عليه السلام نورا أبدياً ساطعاً للأحرار والثوار والمنتفضين، ضد شتى انواع المظالم للإنسانية، وليس أكثر استدلالاً مما يجري اليوم على ارض فلسطين من طغيان القهر والعذاب والاضطهاد والفساد، وليكن كما نادى الناس يوما: "كونوا أحراراً في دنياكم"، فلتكن لنا إذا الشجاعة للوقوف مع الحق، ولندعو للإصلاح في مجتمعاتنا.