Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد

العلامة فضل الله: الضوء الأخضر الذي منح للعدو في حربه ما زال مستمراً

05 نيسان 24 - 14:16
مشاهدة
851
مشاركة
ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:


عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله؛ هذه التَّقوى الَّتي جعلها الله عز وجلّ هدف الصِّيام والمقياس الذي يقيس به الصائم نفسه ليعرف مدى تأثير الصيام عليه واستفادته منه، عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183].

والتَّقوى أيّها الأحبّة، هي أن لا يفقدك الله حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك، بأن لا تقدم رجلاً ولا تؤخر أخرى ولا تنطق بكلمة ولا تتخذ موقفاً، حتى تعلم أن في ذلك لله رضا.

فلا صيام عند الله عزّ وجل للذين لا يزالون تتحكم بهم شهواتهم وعصبياتهم وأنانياتهم ومصالحهم، يدورون حيث تدور أو لا يتحركون في خدمة من يحتاجون إليهم.

فلنبادر أيّها الأحبّة وفيما تبقى لنا من أيام حتى يعيننا على تحقيق هذه القيمة في أنفسنا، وأن ندعو الله إن كنا حظينا بهذه القيمة بأن يثبتنا، وإن لم نكن قد حققناها أن يوفقنا لبلوغها حتى نخرج من هذا الشهر وقد تزودنا بقيمة تجعلنا أقرب إلى الله وإلى الناس وأقدر على مواجهة التحديات...

والبداية من غزة التي دخلت شهرها السابع من دون أن تبدو في الأفق أي بوادر لحل ينهي مأساة أهلها، حيث لم يبدِ الكيان الصهيوني ولا يبدو أنه سيبدي أي رغبة بالالتزام بقرار الأمم المتحدة الذي يدعوه إلى وقف إطلاق النار أو أن يدخل في مفاوضات تفضي إليه، بل نشهد لدى هذا العدو تمادياً في مجازره والتي شهدها العالم بعد انسحابه من مستشفى الشفاء وما خلفه ورائه من قتل وتدمير للمستشفى والذي جعل أكبر المستشفيات في غزة غير قادر على الاستمرار بأداء دوره في هذه المرحلة وحتى بعدها، أو في الاستهداف المتعمد للعاملين في مجال الإغاثة الذين قدموا من أوروبا وكندا وأستراليا وأميركا بهدف سد رمق المجاعة عن أهالي غزة والتخفيف من وقع الحصار عليهم والتخفيف من محنتهم، وذلك بهدف إغلاق أي باب لمساعدة الفلسطينيين، ودفع من يريد القيام بهذا العمل الإنساني إلى التراجع عنه كالذي يحصل.

وقد أصبح واضحاً أن الكيان الصهيوني لن يتوقف عند هذا الحد، بل يستعد للخطوة التي يراها ضرورية لتحقيق هدفه بالسيطرة على القطاع وفرض إرادته عليه وهي الدخول إليه، رغم كل والمآسي التي قد يتسبب بها والتحذيرات المتواصلة من الدول الداعمة له.

ومع الأسف، يجري ذلك كله على عين العالم وسمعه، من دون أن يبدي أي موقف جاد وعملي لإيقاف المجازر التي يرتكبها هذا الكيان، أو يوقف مد يد العون له، ويكتفي ببيانات الإدانة والشجب والتي قد تصل إلى حد التهديد ولكنه الخالي من المضمون. وقد علمتنا التجارب ألا نُخدع بالكلمات بل أن نحدق بالأفعال.

لقد أصبح واضحاً أن الضوء الأخضر الذي منح للعدو في حربه، ما زال مستمراً لاستكمال بجرائمه في تجويع هذا الشعب حتى تحقيق هذا الكيان لأهدافه التي لن تنتهي باستعادة أسراه، بل يهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني في غزة، وهو ما يؤكده مضي هذا الكيان بإنهاء أي مظاهر للحياة فيها.

وهو سيواكب هذه المرحلة بإسكات أي صوت يشير إلى جرائمه وارتكاباته والذي برز أخيراً في القرار الذي اتخذه الكنيست الصهيوني الذي يتيح له إقفال أي مؤسسة إعلامية وفي الاستهداف المستمر للإعلاميين المتواجدين في غزة، حيث وصل أعداد الذين استشهدوا منهم حتى الآن أكثر من مئة وخمسين صحافياً ممن تلاحقهم طائرات العدو ومسيراته وهم في بيوتهم أو في مواقع عملهم.

ورغم كل هذا لا يزال الشعب الفلسطيني على صبره وصموده مصراً على البقاء في أرضه رغم سياسة الحصار والتجويع والتدمير ومواجهاً لهذا الكيان بكل بسالة.

وهنا نجدد ونكرر دعوتنا إلى ضرورة إسناد هذا الشعب بكل السبل، لجعله قادراً على الاستمرار في صموده وثباته في أرضه وفي مواجهته لهذا العدو...
فيما نحيي كل الذين يقفون مع الشعب الفلسطيني وقضيته والذين باتوا يبذلون الدماء ويقدمون التضحيات الجسام في هذا الطريق، والتي كان آخرها ما نتج عن الاستهداف المباشر الذي تعرضت له قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا في تجاوز خطير لكل الأعراف الدبلوماسية، وهو بذلك يسعى لإيقاف شريان هذا الدعم المستمر للشعب الفلسطيني، بل إن هذه الجريمة ستدفع الجمهورية الإسلامية إلى المضي قدماً في هذا الخيار الذي تراه واجباً عليها رغم كثرة التضحيات.

ونصل إلى لبنان الذي لا يكف العدو الصهيوني عن الاستهداف المستمر لقراه ومدنه، فيما يواصل تهديداته للبنان بإعلانه الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم أو عبر التدريبات التي يجريها لمهاجمة قرى ومدن لبنانية أو إعلان مصادقة وزير حربه على عمليات تطاول العمق اللبناني. فيما تواصل المقاومة التصدي البطولي لهذا الكيان على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، رغم الإمكانات والقدرات التي يمتلكها هذا العدو.

إننا أمام ما يجري، ندعو مجدداً إلى مزيد من الحذر لمواجهة مغامرات هذا العدو، وأن يكون البلد في حالة طوارئ بعدما أصبح واضحاً أن تهديداته لن تتوقف عند هذه الحدود التي تقف عليها.

وفي الوقت نفسه ندعو إلى تحصين الوضع الداخلي لتعزيز المناعة الوطنية الداخلية، والكف عن كل ما يهدد هذه الوحدة، وإلى الإسراع بملء الشغور على الصعيد الرئاسي أو الحكومي أو في المواقع الأخرى ليكون هذا البلد قادراً على تجاوز صعوبات هذه المرحلة وتحدياتها.

وهنا ندعو كل الذين يتحدثون عن ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي والاستحقاقات الأخرى إلى أن يكون هاجسهم في ذلك هو إزالة العقبات أمام هذا الاستحقاق بدلاً من التصويب على هذا الفريق أو ذاك أو هذا الموقع أو ذاك، وأن تنصب جهودهم على صيغة توافق، والتي تبقى هي الطريق الأسلم لعلاج أزمات البلد وتأمين استحقاقاته...

ونعود إلى فلسطين، إلى القدس، حيث نلتقي في هذا اليوم؛ آخر جمعة من شهر رمضان، اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني (رض) يوماً عالميّاً للقدس، وقد أراد بذلك أن لا ينسى المسلمون القدس، وأن تبقى حاضرةً في وجدانهم وعقولهم، وأن يأخذوها بالحساب عندما يخطّطون للمستقبل، فلا تبقى أسيرة من يعبث بتاريخها ومقدّساتها وهويتها.

ونحن في هذا المجال، لا خيار لنا إلّا أن نلبّي هذا النداء ونستجيب له، ونراه واجباً علينا، لأننا معنيّون بأن نقف مع كلّ قضيّة حقّ وعدل، وأيّ قضيّة هي أكثر عدالة من قضية فلسطين؟! فلا يمكن أن نسكت على احتلال بلد أو ظلم شعب أو انتهاك مقدَّسات.. ولأن القدس ترتبط بتاريخنا وملتقى الرّسالات السماويّة، فهي مهد السيّد المسيح(ع)، وفيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيّهم(ص)، ومنطلق معراجه.

وأخيرا نعيد التذكير بان يوم الأربعاء القادم سيكون اول أيام عيد الفطر المبارك على المبنى الفقهي للمرجع فضل الله(رض) سائلين المولى تعالى ان يمن على بلدنا بالخير والبركة والامن والأمان وعلى فلسطين بالنصر والعزة وعلى امتنا الإسلامية بالوحدة والتكامل والتعاون وكل عام وانت بخير
Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

أخبار العالم الإسلامي

السيد علي فضل الله

حرب غزة

الحرب جنوب لبنان

الازمة اللبنانية

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 12-8-2024

12 تشرين الأول 24

في دروب الصلاح

حركة الحياة الدنيا ونتائجها 9-11-1995| في دروب الصلاح

04 تشرين الأول 24

من الإذاعة

سباحة آمنة | سلامتك

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 28-8-2024

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسالونك عن الإنسان والحياة | 27-8-2024

27 آب 24

حتى ال 20

آلة الزمن | حتى العشرين

26 آب 24

من الإذاعة

الألعاب الأولمبية ومشاركة بعثة لبنان | STAD

26 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 26-8-2024

26 آب 24

في دروب الصلاح - محرم 1446 (ه)

أربعين الإمام الحسين (ع) : الرسالة والثورة | في دروب الصلاح

24 آب 24

موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

محكمة الآخرة | موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

23 آب 24

خطبتا صلاة الجمعة

خطبتا وصلاة الجمعة لسماحة السيد علي فضل الله | 23-8-2024

23 آب 24

من الإذاعة

المفاوضات حول فلسطين : جولات في داخل المتاهة | فلسطين حرة

23 آب 24

اخترنا لكم
ما هوي تقييمكم لشبكة برامج شهر رمضان المبارك 1444؟
المزيد
ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله؛ هذه التَّقوى الَّتي جعلها الله عز وجلّ هدف الصِّيام والمقياس الذي يقيس به الصائم نفسه ليعرف مدى تأثير الصيام عليه واستفادته منه، عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183].

والتَّقوى أيّها الأحبّة، هي أن لا يفقدك الله حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك، بأن لا تقدم رجلاً ولا تؤخر أخرى ولا تنطق بكلمة ولا تتخذ موقفاً، حتى تعلم أن في ذلك لله رضا.

فلا صيام عند الله عزّ وجل للذين لا يزالون تتحكم بهم شهواتهم وعصبياتهم وأنانياتهم ومصالحهم، يدورون حيث تدور أو لا يتحركون في خدمة من يحتاجون إليهم.

فلنبادر أيّها الأحبّة وفيما تبقى لنا من أيام حتى يعيننا على تحقيق هذه القيمة في أنفسنا، وأن ندعو الله إن كنا حظينا بهذه القيمة بأن يثبتنا، وإن لم نكن قد حققناها أن يوفقنا لبلوغها حتى نخرج من هذا الشهر وقد تزودنا بقيمة تجعلنا أقرب إلى الله وإلى الناس وأقدر على مواجهة التحديات...

والبداية من غزة التي دخلت شهرها السابع من دون أن تبدو في الأفق أي بوادر لحل ينهي مأساة أهلها، حيث لم يبدِ الكيان الصهيوني ولا يبدو أنه سيبدي أي رغبة بالالتزام بقرار الأمم المتحدة الذي يدعوه إلى وقف إطلاق النار أو أن يدخل في مفاوضات تفضي إليه، بل نشهد لدى هذا العدو تمادياً في مجازره والتي شهدها العالم بعد انسحابه من مستشفى الشفاء وما خلفه ورائه من قتل وتدمير للمستشفى والذي جعل أكبر المستشفيات في غزة غير قادر على الاستمرار بأداء دوره في هذه المرحلة وحتى بعدها، أو في الاستهداف المتعمد للعاملين في مجال الإغاثة الذين قدموا من أوروبا وكندا وأستراليا وأميركا بهدف سد رمق المجاعة عن أهالي غزة والتخفيف من وقع الحصار عليهم والتخفيف من محنتهم، وذلك بهدف إغلاق أي باب لمساعدة الفلسطينيين، ودفع من يريد القيام بهذا العمل الإنساني إلى التراجع عنه كالذي يحصل.

وقد أصبح واضحاً أن الكيان الصهيوني لن يتوقف عند هذا الحد، بل يستعد للخطوة التي يراها ضرورية لتحقيق هدفه بالسيطرة على القطاع وفرض إرادته عليه وهي الدخول إليه، رغم كل والمآسي التي قد يتسبب بها والتحذيرات المتواصلة من الدول الداعمة له.

ومع الأسف، يجري ذلك كله على عين العالم وسمعه، من دون أن يبدي أي موقف جاد وعملي لإيقاف المجازر التي يرتكبها هذا الكيان، أو يوقف مد يد العون له، ويكتفي ببيانات الإدانة والشجب والتي قد تصل إلى حد التهديد ولكنه الخالي من المضمون. وقد علمتنا التجارب ألا نُخدع بالكلمات بل أن نحدق بالأفعال.

لقد أصبح واضحاً أن الضوء الأخضر الذي منح للعدو في حربه، ما زال مستمراً لاستكمال بجرائمه في تجويع هذا الشعب حتى تحقيق هذا الكيان لأهدافه التي لن تنتهي باستعادة أسراه، بل يهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني في غزة، وهو ما يؤكده مضي هذا الكيان بإنهاء أي مظاهر للحياة فيها.

وهو سيواكب هذه المرحلة بإسكات أي صوت يشير إلى جرائمه وارتكاباته والذي برز أخيراً في القرار الذي اتخذه الكنيست الصهيوني الذي يتيح له إقفال أي مؤسسة إعلامية وفي الاستهداف المستمر للإعلاميين المتواجدين في غزة، حيث وصل أعداد الذين استشهدوا منهم حتى الآن أكثر من مئة وخمسين صحافياً ممن تلاحقهم طائرات العدو ومسيراته وهم في بيوتهم أو في مواقع عملهم.

ورغم كل هذا لا يزال الشعب الفلسطيني على صبره وصموده مصراً على البقاء في أرضه رغم سياسة الحصار والتجويع والتدمير ومواجهاً لهذا الكيان بكل بسالة.

وهنا نجدد ونكرر دعوتنا إلى ضرورة إسناد هذا الشعب بكل السبل، لجعله قادراً على الاستمرار في صموده وثباته في أرضه وفي مواجهته لهذا العدو...
فيما نحيي كل الذين يقفون مع الشعب الفلسطيني وقضيته والذين باتوا يبذلون الدماء ويقدمون التضحيات الجسام في هذا الطريق، والتي كان آخرها ما نتج عن الاستهداف المباشر الذي تعرضت له قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا في تجاوز خطير لكل الأعراف الدبلوماسية، وهو بذلك يسعى لإيقاف شريان هذا الدعم المستمر للشعب الفلسطيني، بل إن هذه الجريمة ستدفع الجمهورية الإسلامية إلى المضي قدماً في هذا الخيار الذي تراه واجباً عليها رغم كثرة التضحيات.

ونصل إلى لبنان الذي لا يكف العدو الصهيوني عن الاستهداف المستمر لقراه ومدنه، فيما يواصل تهديداته للبنان بإعلانه الانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم أو عبر التدريبات التي يجريها لمهاجمة قرى ومدن لبنانية أو إعلان مصادقة وزير حربه على عمليات تطاول العمق اللبناني. فيما تواصل المقاومة التصدي البطولي لهذا الكيان على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، رغم الإمكانات والقدرات التي يمتلكها هذا العدو.

إننا أمام ما يجري، ندعو مجدداً إلى مزيد من الحذر لمواجهة مغامرات هذا العدو، وأن يكون البلد في حالة طوارئ بعدما أصبح واضحاً أن تهديداته لن تتوقف عند هذه الحدود التي تقف عليها.

وفي الوقت نفسه ندعو إلى تحصين الوضع الداخلي لتعزيز المناعة الوطنية الداخلية، والكف عن كل ما يهدد هذه الوحدة، وإلى الإسراع بملء الشغور على الصعيد الرئاسي أو الحكومي أو في المواقع الأخرى ليكون هذا البلد قادراً على تجاوز صعوبات هذه المرحلة وتحدياتها.

وهنا ندعو كل الذين يتحدثون عن ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي والاستحقاقات الأخرى إلى أن يكون هاجسهم في ذلك هو إزالة العقبات أمام هذا الاستحقاق بدلاً من التصويب على هذا الفريق أو ذاك أو هذا الموقع أو ذاك، وأن تنصب جهودهم على صيغة توافق، والتي تبقى هي الطريق الأسلم لعلاج أزمات البلد وتأمين استحقاقاته...

ونعود إلى فلسطين، إلى القدس، حيث نلتقي في هذا اليوم؛ آخر جمعة من شهر رمضان، اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني (رض) يوماً عالميّاً للقدس، وقد أراد بذلك أن لا ينسى المسلمون القدس، وأن تبقى حاضرةً في وجدانهم وعقولهم، وأن يأخذوها بالحساب عندما يخطّطون للمستقبل، فلا تبقى أسيرة من يعبث بتاريخها ومقدّساتها وهويتها.

ونحن في هذا المجال، لا خيار لنا إلّا أن نلبّي هذا النداء ونستجيب له، ونراه واجباً علينا، لأننا معنيّون بأن نقف مع كلّ قضيّة حقّ وعدل، وأيّ قضيّة هي أكثر عدالة من قضية فلسطين؟! فلا يمكن أن نسكت على احتلال بلد أو ظلم شعب أو انتهاك مقدَّسات.. ولأن القدس ترتبط بتاريخنا وملتقى الرّسالات السماويّة، فهي مهد السيّد المسيح(ع)، وفيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيّهم(ص)، ومنطلق معراجه.

وأخيرا نعيد التذكير بان يوم الأربعاء القادم سيكون اول أيام عيد الفطر المبارك على المبنى الفقهي للمرجع فضل الله(رض) سائلين المولى تعالى ان يمن على بلدنا بالخير والبركة والامن والأمان وعلى فلسطين بالنصر والعزة وعلى امتنا الإسلامية بالوحدة والتكامل والتعاون وكل عام وانت بخير
أخبار العالم الإسلامي,السيد علي فضل الله, حرب غزة, الحرب جنوب لبنان, الازمة اللبنانية
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية