يرى مراقبون أن عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الشيخ صالح العاروري، "ربما تشكل منعطفا في مسار الحرب على غزة، سينتج عنها عدة سيناريوهات، تبقى رهينة لردود الأفعال على هذه الجريمة من الأطراف كافة".
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات، أن "عملية اغتيال العاروري ومن سبقة من قادة المقاومة الفلسطينية، هي نهج له امتداد تاريخي متبع ضمن سياسات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، في سياق محاربة المقاومة الفلسطينية".
ويرى بشارات، أن"عملية الاغتيال، جاءت بعد ٨٨ يوما من عمر الحرب، وهي محاولة إسرائيلية للهروب من الفشل الذريع، في ظل عدم تحقيق أي من أهدافه التي وضعها للحرب".
وأضاف أن "الاحتلال بات يدرك أن العمر الزمني والافتراضي لهذه الحرب يوشك على النفاد، ما يشكل صفعة على صورته الأمنية والعسكرية، خاصة بعد تحطمها في السابع من أكتوبر".
وأشار بشارات إلى تصريحات وزير الحرب الاسرائيلي، يوآف غالانت، بأن "عدم تحقيق أي هدف في هذه الحرب، يعني عملية انكسار شاملة بالنسبة لإسرائيل، لذلك ذهبت إلى الأهداف الأسهل خارج قطاع غزة".
"سيناريوهات الحرب بعد اغتيال العاروري"
ويرجح "بشارات" سيناريوهين، أولهما أن "يكون هناك حالة من التصعيد خاصة شمال فلسطين، وبالتالي دخول حزب الله في مواجهة شاملة"، ويعتبره "الاحتمال الأضعف".
أما السيناريو الثاني، وهو الارجح، وفق بشارات، بأن "عملية اغتيال العاروري، هي الإنجاز الذي كان يبحث عنه اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، كي ينزل عن الشجرة، وتسويق هذا الثمن للمجتمع الاسرائيلي، تمهيدا للذهاب إلى مسارات سياسية".
ويعتقد بشارات أن "رد المقاومة سيكون متزنا ومحددا ومركزا بحيث توصل الرسائل وتحافظ على معادلة سياسية رسمتها الحرب والسنوات السابقة".
بدوره، يتوقع الكاتب والصحفي الفلسطيني، ماجد أبو دياك، أن "عملية اغتيال العاروري، جاءت في ظل الفشل الذريع الذي يواجهه جيش الاحتلال في غزة، وتكبده خسائر فادحة، وقد فشل حتى الآن بتقديم صورة انتصار واحدة في القطاع".
وأضاف "أبو دياك"، في حديثه لـ"قدس برس"، أن "الاحتلال أراد أن يقدم صورة نصر تغطي على فشله، وتخفف من الضغوط الداخلية عليه، للدخول في عملية تبادل للأسرى مع حماس".
واستدرك قائلا: "لكن هناك شك في أن يستمر فرح الاحتلال بما يعتبره إنجازا، أو أن ترمم هذه العملية الجبانة من صورة الجيش المهزوم أو تنقذ نتنياهو من مصيره المحتوم بعد توقف الحرب".
من جانبه، اعتبر الباحث والمحلل السياسي اللبناني، وائل نجم، أن "الاحتلال أراد التأكيد على إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك، وهو يحاول استدراج رد من لبنان وجرها لحرب إقليمية بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية"، وفق قوله.
وأضاف: "إذا ما اكتفى حزب الله بالإدانة أو الرد المتواضع، فإن الاحتلال الإسرائيلي سيكون قد كرس قواعد جديدة للاشتباك"، وفق "نجم".
وتوقع "نجم" أن "يكون هناك ردا مدروسا لا يأخذ المنطقة إلى حرب مفتوحة"، لافتا أن هذه الجريمة قد "تشكل لإسرائيل، مخرجا من الحرب أيضا".
وأعلنت "حماس"، مساء الثلاثاء، استشهاد الشيخ العاروري وعدد من كوادرها في هجوم إسرائيلي على مكتب للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
المصدر: قدس برس