ترك الزلزال المدمر الذي ضرب مدنا و قرى في المغرب، وراءه أضرارا كبيرة طالت الجوانب المعيشية مسببا الكثير من المآسي الإنسانية والصعوبات خاصة لدى سكان الأرياف.
وباستثناء مدينة مراكش التي عرفت انهيار عدة مبانٍ، فإن الملاحظ أن الزلزال خلّف خسائر وأضرارا كبيرة بالقرى دون المدن.
وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر ومركزه منطقة الحوز (وسط)، مساء الجمعة، عدة مدن أبرزها مراكش وأغادير وتارودانت، ووصل ارتداده إلى العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس، وتسبب بسقوط 2122 قتيلا و2421 جريحا، حتى مساء الأحد، وفق حصيلة رسمية غير نهائية.
ووفق وسائل إعلام محلية، فإن معظم الضحايا سقطوا في المناطق الجبلية في مراكش وتارودانت.
وضرب الزلزال بقوة قرى ضواحي إقليم شيشاوة، مثل “إغرمان” و”تيخت” و”أبارداتن” و”تكاديرت” وكلها تابعة لبلدية “أديسيل” القروية.
وقال عمر أحماد، أحد المتضررين بقرية “إغرمان”، إن “جميع الدواوير (المناطق القروية) بالمنطقة تضررت كثيرا جراء الزلزال”.
وأضاف: “حتى اللحظة لا يوجد لدينا ماء صالح للشرب، كما تسبب سقوط المباني بموت ماشية الأهالي”.
“أديسيل” القروية لم تسلم من حجم الدمار، حيث أتى الزلزال على دور كثيرة.
وأكد محمد العون، أحد أبناء البلدة، للأناضول، على ضرورة الاستعجال بدعم الاسكان، بعد الدمار الذي شهدته قرى البلدة.
وأضاف أن ماشية العديد من أبناء المنطقة نفقت بسبب انهيار المباني.
أسرة فقدت معيلها الأول، وأسرة أخرى فقدت الأم، والثالثة توفيت بالكامل، قصة تنسى في قصة أخرى، فيما الحزن خيم على المنطقة.
وما يصعّب من مأمورية الدعم، وعورة المسالك، حيث تتساقط الحجارة من الجبال المحاذية للطرق، بالمقابل سخرت السلطات جرارات لفتح الطريق.
بعض القرى الصغيرة والبعيدة عن الطرقات الرئيسية تئن من وطأة المعاناة، حيث لا يجد سكانها حتى المواد الغذائية.
وتطوع أبناء قرية أديسيل لجلب منتجات وفرش وألبسة، حيث جاء هؤلاء الشباب من مدن بعيدة ليقفوا مع بلداتهم.
المصدر: القدس العربي