الطفل ريان سليمان، ذو السبع سنوات من عمره، استشهد مرتعباً من الخوف أثناء ملاحقته من قبل جنود الاحتلال، المدججين بالأسلحة، لم يشفع له صغر سنه من ملاحقة الاحتلال، الذي ما انفك عن ملاحقة أبناء شعبه من الأطفال و النساء و الشيوخ، ضارباً بعرض الحائط كافة القوانين الدولية، التي كفلت له الحياة الآمنة و العيش بحرية و كرامة.
تلك هي قصة الطفل الفلسطيني ريان سليمان، من بلدة تقوع، قضاء بيت لحم، الذي كان في طريق عودته من مدرسته حين طارده جنود الاحتلال، وعندما حاصروه في مكان مغلق توقف قلبه خوفا منهم.
لا أحد يعلم ما سبب خوف الطفل ريان عندما هرب من جنود الاحتلال، لعله رأى مشاهد القتل التي اقترفتها الطائرات "الاسرائيلية" و حصدت ارواح المئات من الأطفال في قطاع غزة، أو ربما خشي أن يحرقوه كما فعلوا مع أطفال عائلة دوابشة، او الطفل محمد ابو خضير الذي أحرق وهو على قيد الحياة، و ربما أيضاً خشي أن يتم اعتقاله كما جرى مع الطفل أحمد مناصرة، الذي أمضى سنين طفولته خلف قضبان الاحتلال، تلك هي أسباب مشروعة للطفل ريان ليهرب الى بيته حتى لا يلقى مصير أي من الأطفال الذين سبقوه.
والد الشهيد ريان سليمان، يروي تفاصيل ما جرى مع نجله قائلاً: "إن 4 جنود من جيش الاحتلال المدججين بالأسلحة اقتحموا محيط منزله الكائن في حي خربة الدير التابع لبلدة تقوع والمتاخم لمحيط مجمع المدارس الواقع بمحاذاة الشارع الالتفافي وهم يلاحقون عددًا من الأطفال الطلبة العائدين من مدرستهم ومن بينهم نجله".
وأشار إلى أن نجله تمكن من الوصول إلى المنزل نظرًا لقربه من المكان، وحاول الجنود اقتحام المنزل من عدة جهات، مشيرًا إلى أنه نجح (أي الوالد) من منع الجنود من الدخول إلى المنزل من احدى الجهات، ولكن جندي آخر دخل من مدخل آخر ما أدى إلى سقوط نجله عن علو من شرفة المنزل، ما أدى لإصابته بجروح بالغة الخطورة، ونقله بمركبته إلى المستشفى الذي يبعد عن مكان سكنه أكثر من 10 كيلو مترات.
ولفت إلى أن جنود الاحتلال أوقفوه وأعاقوا نقله لنجله، مصوبين البندقية باتجاه رأسه، بدعوى وجود أطفال آخرين ألقوا الحجارة واختبأوا داخل منزله، ما أعاق سرعة اسعافه وتسبب بتوقف قلبه الذي حاول أطباء مستشفى بيت جالا الحكومي إنعاشه، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
مدير الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في غزة، أ. جميل سرحان قال إن ما جرى مع الطفل ريان في بيت لحم، هو ذاته ما حدث مع الكثير من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، اثناء الحروب و العمليات العسكرية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، عدة مرات.
و أوضح سرحان في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "نحن نتابع حالات القتل التي يمارسها الاحتلال و انتهاكات حقوق الانسان، و خصوصاً انتهاكه لاتفاقية جنيف، التي نصت على حماية السكان المدنيين".
و لفت سرحان الى أن الاحتلال يرتكب بشكل يومي جرائم حرب ضد المدنيين، و لا يستثني أحداً سواء الأطفال أو النساء أو الشيوخ، في مسعى منه لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه.
و بين أن المؤسسات الحقوقية تعمل على توثيق هذه الممارسات بشكل موضوعي، وبناء ملف قانوني متكامل لفضح جرائم الاحتلال من ناحية، ومن ناحية اخرى يقدم هذه الملفات لمؤسسات حقوق الانسان لمقاضاتهم في محكمة الجنايات الدولية.
المصدر: فلسطين اليوم