رعى العلاّمة السيد علي فضل الله حفل الافطار الرمضاني الذي نظمه مجلس أصدقاء مبرّة الإمام الخوئي في دوحة خلدة بحضور حشد من الفاعليات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية.
بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية لرئيس مجلس أصدقاء مبرّة الإمام الخوئي يوسف حمدان، بعدها قدمت زهرات المبرّة باقة من الاناشيد والتواشيح الدينية.
ثم كانت كلمة العلاّمة السيد علي فضل الله التي شكر في بدايتها مجلس اصدقاء المبرّة على تنظيم هذا الافطار السنوي الجامع والمتنوع، مثمناً دوره في دعم مسيرة هذه المبرة والوقوف إلى جانبها في ظل كل التحديات الصعبة والقاسية التي تواجه هذا الوطن، مؤكداً ان هذه المؤسسات ولدت من رحم الناس وستبقى إلى جانبهم وتعمل من اجل خدمتهم والتخفيف من معاناتهم .
وأضاف سماحته: عندما يكون أي شخص في موقع المسؤولية عليه ان يعمل بروحية الرحمة والمحبة لجميع الناس ويقف إلى جانبهم ويقدم لهم يد المساعدة والعون بعيدا عن انتمائهم وطائفتهم فنحن في هذا البلد عملنا على تجزئة عمل الخير وتقسيمه وتطييفه وأصبحت كل جماعة تهتم بجماعتها ومصالحها.
وتابع سماحته: لا تسمحوا للمتعصبين الذين يفكرون بأطرهم الطائفية والمذهبية والعائلية المنغلقة ويعملون لدوائرهم الخاصة أن يجدوا مكانا بينكم فهذا البلد لا يمكن ان يبنى ويخرج من معاناته وأزماته بعقلية التقوقع والانغلاق والتعصب بل عندما نفكر بحجمه وحجم إنسانه بعيدا عن أي اعتبار آخر..
وأكد سماحته ان الخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والمالي والصحي ليس مستحيلا عندما تتضافر كل الجهود وتسخر كل الإمكانات ونخرج من عقلية الطائفة والمذهب وتقاسم الحصص إلى عقلية الوطن واختيار الاكفاء والمخلصين.
وتابع سماحته: ونحن على أبواب الانتخابات لا بد لكل فرد منكم ان يحسن الاختيار لان هذه فرصتكم لكي تعبروا عن وجعكم، ولكن السؤال هو كيف نختار وعلى أي أساس: هل يكون اختيارنا كما تعودنا في هذا الوطن على قاعدة ان ننتخب من يقدم لنا خدمة شخصية او حصة غذائية أو الذي يدغدغ غرائزنا الطائفية والمذهبية بكلمات وشعارات شعبوية؟ فيما المطلوب أن يتم الاختيار المخلصين الواعين الذين يملكون برنامجا ومشروعا عمليا وواقعيا لوقف هذا الانهيار الذي وصل إليه هذا الوطن
وختم سماحته: ستبقى هذه المؤسسات تعمل بروحية المحبة والانفتاح على كل المؤسسات الأخرى حتى نستطيع ان نبني وطنا لجميع أبنائه بدلا من ان يكون حلم كل فرد فيه ان يهاجر إلى أي مكان آخر فالبلد بحاجة لمن يعيش الصدق في ممارسة السياسة ولمن يصوم عن الفساد والاختلاس، ولمن يخلص لوطنه ليكون حراً مصاناً قوياً ولشعبه ليكون عزيزاً مكتفياً موحداً...