دعا العلامة السيد علي فضل الله الدول العربية للتعاون في ما بينها في كل ما يتصل بقضاياها المشتركة على المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، والانفتاح على محيطها الإسلامي بدلاً من الانخراط في مشاريع استعداء الأصدقاء الحقيقيين واسترضاء الأعداء التاريخيين.
وقال سماحته في تصريح له: إن المتغيرات التي تحدث في العالم على مستوى الحروب الكبرى كما يحصل في أوكرانيا، والتحديات الاقتصادية المترتبة عليها، وكذلك ما يصيب العالم صحياً كما في جائحة كورونا وانعكاسها على اقتصادات الدول... كل ذلك ينبغي أن يكون دافعاً للدول العربية لكي تفكر وتخطط لمصالح شعوبها الاستراتيجية، وأن تخرج من حال التخبط الذاتي التي تبقيها على هامش الدول، أو أن تبقى أدوارها محصورة بما يريده الآخر.
أضاف: لقد أظهرت التطورات الأخيرة أن ما تملكه الدول العربية من مقدرات يمكن أن يكون له تأثيره الكبير في مسار السياسة العالمية إذا أرادت أن تحرك مخزونها لما يصب في مصلحة شعبها وقضايا الأمة الأساسية وعلى رأسها قضية فلسطين، ولكن المشكلة تبقى في الأولويات التي تجعل الكثير من هذه الدول تنخرط في مشاريع استعداء للأصدقاء الحقيقيين واسترضاء للأعداء التاريخيين.
وتابع: لا نريد أن نختزل العلاقة بين الدول العربية بدعوات سريعة تتجاوز ما هو موجود من مشاكل، ولكننا نعتقد أن هذه المشاكل يمكن معالجتها بالحوار، وكذلك المشاكل المتصلة بالدول الإسلامية والمحيط الإسلامي، سواء مع إيران أو تركيا وغيرهما، ومهما كانت هذه المشاكل وهذه التعقيدات فهي أقل بكثير من تلك التي تتصل بالكيان الصهيوني الذي انفتح عليه معظم الدول العربية بطريقة وأخرى والتي بدأت تتعامل معه كحقيقة واقعة، لا بل كشريك اقتصادي وسياسي وعلى حساب مصالح الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وكان الأحرى بها أن تدخل في حوار بعضها مع بعض ومع محيطها الإسلامي حول كل ما يتصل بالقضايا المشتركة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية مع محيطها الإسلامي.
ورأى أن الأولوية ينبغي أن تكون لحوار جدي يُنهي أزمة اليمن ويعيد ترتيب العلاقات بين الدول العربية نفسها ومع محيطها الإسلامي، داعياً إلى أن يكون شهر رمضان هو شهر الحلول والسلام على المستوى العربي والإسلامي الداخلي بدلاً من استمرار هذا التشظي وهذه الحروب والفتن على مختلف المستويات