في رحاب الولادات الشعبانية
▫️3 شعبان : مولد سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)
▫️4 شعبان : مولد العباس بن أمير المؤمنين (ع)
▫️5 شعبان : مولد الإمام زين العابدين ( ع )
🔷 رموز مشرقة :
تمرّ علينا هذه الأيّام ذكرى رموز مشرقة عظيمة من رموز الإسلام في صفائه ونقائه وإشراقته في الحياة، وهم: الإمام الحسين في ولادته في الثّالث من شعبان، وسيّدنا أبو الفضل العبّاس في ولادته في الرّابع من شعبان، والإمام زين العابدين عليّ بن الحسين في الخامس من شعبان، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أيُّها الأحبَّة، تعالوا لنكون مع الإمام الحسين(ع)، في أن نأخذ في ذكرى مولده عنوان (الإصلاح في أمَّة جدّه)، وأن نأخذ في يوم العبّاس (ع) في ذكرى مولده عنوان (كيف نحمي الدّين ونحمي القيادة الإسلاميَّة الأصيلة في واقع التحدّيات)، ومن زين العابدين(ع) (كيف نحوط الإسلام بكلّ ما نملك من طاقة، وكيف نستعمل الخير ونهجر الشّرّ ونجتنب البدع ونتّبع السّنن ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وأن ننتقص الباطل ونذلّه، وننصر الحقّ ونعزّه ونرشد الضالّ ونعاون الضّعيف وندرك اللّهيف).
هذا هو وحي الذّكرى وعياً يدخل في عقولنا وفي قلوبنا وفي طاقاتنا كلّها، وحركةً تتّجه بنا في الطّريق المستقيم إلى الأهداف التي يريدها الله.
أيّها الأحبّة، إنّ أهل البيت(ع) هم فكر وحركة ومنهج وجهاد وروحانيّة وقداسة، أما الدّموع، فهي عاطفتنا أمام المأساة، وأمّا فرحنا بهم، فهو فرحنا بالرّسالة، وبما يمكن لنا أن نعينهم من خلال هذه الرّسالة.
"أحيوا أمرنا" بإحياء رسالة الإسلام وتعاليمنا في خطّ الإسلام، "رحم الله من أحيا أمرنا" في ذلك.
فإذا كان هؤلاء العظماء قد انطلقوا من أجل الإسلام، فعلينا ـ حتى في طريقة إثارة الذكرى ـ أن تكون هذه الإثارات في خطّ الإسلام، ومن أجل خدمة الإسلام.
🔹🔸 العباس بطل بني هاشم:
..في الرابع من شعبان ، نلتقي بذكرى ولادة بطل كربلاء، بطل بني هاشم، العباس بن عليّ(ع)، هذا البطل الإسلامي الكبير الّذي لم يتجسّد إقدامه في موقعة كربلاء فحسب، بل في علمه ووعيه وثباته وروحانيّته أيضاً، وقد جاء عن الإمام جعفر الصّادق(ع) وهو يتحدّث عن العباس، أنّه قال: "كان عمّنا العباس نافذ البصيرة - كان يتميّز ببصيرة تجعله ينفذ إلى الأمور وينفتح على القضايا كلّها، ليرتبط بالحقّ من خلالها. ونفاذ البصيرة، يوحي إلينا بما كان يتميّز به من علم ورأي وشموليّة في وعي الواقع كلّه - صلب الإيمان - كان إيمانه الإيمان الصّلب الذي لم تضعفه أو تزلزله كلّ إغراءات الدّنيا وإرهاباتها. وكيف لا يكون كذلك، وهو الّذي عاش مع أبيه عليّ(ع) في طفولته وأوّل شبابه، وعاش مع أخويه الحسنين(ع) كلّ أجواء العلم والروحانيّة والسّداد، وما يفتح عقول النّاس على الحقّ، وقلوبهم على المحبّة، وحياتهم على الخير.
🔸🔹زين العابدين (ع) قمة الصبر والعطاء:
* عندما نتذكّر زين العابدين (ع)، فإننا نتذكر هذا الإمام العظيم الذي عاش في كربلاء مع أبيه الحسين (ع)، وكان في قمة الصبر أمام تلك الآلام، ثم انطلق ليقف في الكوفة موقفاً قوياً ضد ابن زياد، وليقف في الشام موقفاً قوياً ضد يزيد.*
🔹كان الإمام قوياً بالله وقوياً في مواجهة الظالمين، صحيح أنه أُسر من كربلاء إلى الشام، ولكنه كان قوياً في موقع الأسر، ولم يكن ضعيفاً، لم يضعفه الأسر، لأن قوته كانت من الله، مما يعيش في داخل ذاته من ذلك.
🔸ثم انطلق الإمام زين العابدين (ع) في العالم الإسلامي ليجسّد كل الرسالة في كل نشاطه، فحرّكها في دعائه..ولذلك كانت أدعيته (ع) هي الأدعية الثقافية التي إذا قرأتها شعرت بأنك تقرأ الإسلام في قيمه، وفي أخلاقه، وفي فلسفته، وتقرأ الإسلام في كل الواقع الذي يتحرك في العلاقات الإنسانية الاجتماعية...
🔹كان الإمام زين العابدين (ع) يمثِّل النموذج الذي تجتمع فيه شخصية علي والحسن والحسين (ع) وكانت شخصيته تنفتح على جده رسول الله (ص) في كل أخلاقه وروحه وفي كل جهاده وكل القيم.
▫️من كلمات المرجع السيد فضل الله