رأى سماحة العلامة السيد علي فضل الله أننا في هذه الأيام نعرف القيمة الكبرى للتحرير والأهمية التي انعكست قوة وحرية وعزة في حياة الشعب اللبناني والشعوب العربية والإسلامية، حيث اكتشفت شعوبنا إمكانية دفع العدو للتراجع والانكفاء تحت ضغط المقاومة والموقف الشعبي الداعم لها، مشيراً إلى أن وحدة اللبنانيين وتماسكهم والتفافهم حول المقاومة والجيش وإيمانهم بأن وحدتهم هي الطريق الأساسي للخلاص من الاحتلال كانت السبب في تحقيق هذا الهدف ودحر العدو... داعياً الجميع إلى تثمين تضحيات المقاومة وعدم التنكر لهذا التاريخ الذي صاغته الدماء وأنتجته التضحيات والإصرار على الموقف الحاسم في وجه العدو.
وأبدى خشيته من أن بنية البلد على مستوى الطبقة السياسية كانت أصغر من أن تستوعب هذا الحدث بكل تداعياته، مشيراً إلى أن إدارة البلد على المستوى السياسي والاقتصادي جعلته يعيش الضعف الداخلي رغم الزخم الذي أطلقته عملية التحرير.
ورأى سماحته أن البلد بحاجة للانتقال من عقلية الضعف التي عاش فيها منذ كانت الاستقلال إلى عقلية صناعة القوة ولكن ذلك لا يمكن أن يتم استكمالها إلا من خلال عملية إصلاح شاملة تجعل من هم في مواقع المسؤولية من تتوفر فيهم صفات المصلحين الحقيقيين.
وأكد سماحته أن التحرير بحاجة إلى عملية تحصين تمنع سقوط البلد في طريق الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يسير نحوه بخطوات سريعة لأننا نخشى من أن يقود ذلك إلى ارتهان البلد وبالتالي خسارة ما تم من إنجازات ونجاحات.