أطلقت كلية مجتمع الأقصى اليوم الثلاثاء 30/3/2021، حملةً الكترونيةً بعنوان "الأرض لنا" إحياءً لذكرى يوم الأرض الذي يصادف الثلاثين من شهر مارس/آذار من كل عام.
ففي ظل مساعي الاحتلال "الصهيوني" اليومية بالاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين، تأتي ذكرى يوم الأرض 30/آذار، لتحيي في ذاكرة الشعب الفلسطيني حقهم على ضرورة استرجاع أراضيهم المسلوبة بجميع أساليب وطرق المقاومة المشروعة وإيقاف المد الإستيطاني وخاصة في قرى ومحافظات الضفة الغربية وأراضي 48.
فذكرى يوم الأرض، جاء بعد انتفاضة الجماهير العربية في الأراضي المحتلة 1948، بهبة ضد الاحتلال، رفضاً لقرارات أصدرها وكان يريد من خلالها الاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضيهم، من أجل اقتلاعهم منها والعمل على تهويدها.
أهداف الحملة
وأوضحت الدكتورة والمحاضرة الجامعية في كلية مجتمع الأقصى للدراسات المتوسطة "عدلات الشيخ"، أن الحملة انطلقت برعاية طلبة قسم العلاقات العامة في الكلية، الساعة التاسعة صباحًا إلكترونيًا على منصات التواصل الاجتماعي وذلك بسبب جائحة كورونا التي أثرت على الأوضاع في قطاع غزة.
وقالت الشيخ حديثها لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الفكرة نبعت من قلب المعاناة التي ما زال يعيشها الفلسطينيون صباح مساء، ومحاولات الاستيلاء ومصادرة الأراضي يوميًا وخصوصًا في الضفة الغربية وأراضي 48.
وبينت الشيخ، أن السبب الرئيسي لانطلاق الحملة، هو إحياء ذكرى الملحمة التاريخية التي خاضها الفلسطينيون في أراضي 48 منذ عام 1976، كما تأتي إيمانًا من الكلية وطلبتها بأهمية تذكير الفلسطينيين في إحياء يوم الأرض، وخاصةً في ظل استمرار المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري، واستغلاله لجائحة كورونا في قضم المزيد من الأراضي وإقامة المستوطنات، والتأكيد على أن الفلسطينيين لا يوقفهم شيء عن المواصلة في المقاومة بجميع أشكالها وخاصةً في ظل جائحة كورونا.
وأكدت، أن هدفهم من الحملة هو تذكير مجتمعنا الفلسطيني بالمؤامرة التي ارتكبها الاحتلال في 30/ آذار 1976، والتأكيد على أن الصغار لا ينسون، فطلبة الكلية الذين كانوا أطفالًا في وقتها كبروا والآن يخوضون حملة عنها وعن تاريخها كأنهم عايشوا أحداثها.
رسالة للشباب
الطالب في كلية مجتمع الأقصى، أنس الفيري 27 عامًا، تخصص علاقات عامة وإعلام، والمهجر من بلدة هربيا، أكد على مشاركته في الحملة الإلكترونية، لإحياء يوم الأرض 30/آذار، معبراً عن تمسكه بحقه في استرجاع الأراضي المسلوبة والمهجرة، وتحريرها حتى آخر نقطة دم.
وقال في رسالة موجهة للشباب الفلسطيني:" إن من الضروري المشاركة في إحياء ذكرى يوم الأرض، لنؤكد أننا متمسكون بحقنا المسلوب، عن طريق تعريف كل شخص ببلدته الأصلية من خلال المنشورات أو إضافة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي."
واجب وطني
وبكل ألم وحزن يتحدث أحمد المناعمة 25عاماً من بلدة أسدود، أن الفلسطينيين على مدار 45عاما، قضوها وهم ينتظرون بكل شوق اللحظة التي يرون فيها إعادة أراضيهم المسلوبة.
ويستكمل الطالب المناعمة من كلية مجتمع الأقصى، تخصص علاقات عامة، حديثه لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" ، أنه من واجبه الشرعي والوطني وأقل ما عليه فعله، المشاركة في حملة" الأرض لنا" الإلكترونية، إيمانا منه أن مثل هذه الحملات لها تأثير ووقع في نفوس الفلسطينيين بالتأكيد على قضيتهم العادلة.
ووجه عبارات الشكر لكليته التي تسعى دائما لتذكير الشعب بالعموم وطلبتها بالخصوص على جميع حقوقهم المشروعة، وللشباب الفلسطيني على أهمية برهانهم للعالم بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب.
ويستذكر الفلسطينيون يوم أن بدأت الجماهير العربية بالنزول للشارع يوم 30 مارس/اذار من العام 1976 رفضا لاستيلاء سلطات الاحتلال الصهيوني على آلاف الدونمات من أراضيهم، بعد أن عم الإضراب الشامل مناطق الجليل إلى النقب، واندلعت بعد نزول المواطنين للشوارع مواجهات حامية مع الاحتلال، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
ووقتها كانت سلطات الاحتلال قد أصدرت قرارا بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة «تهويد الجليل».
وتشير الأرقام إلى أن سلطات الاحتلال استولت على نحو مليون ونصف مليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى عام 1976 ولم يبق بحوزة سكان مناطق 48 سوى نصف مليون دونم، في حين أقرت خطتها في ذلك العام للاستيلاء على مساحات جديدة من أراضيهم.
ووقتها قاوم سكان في الداخل المحتل كل الضغوط الصهيونية، وقررت لجنة الدفاع عن الأرض العربية الإضراب الشامل، الذي شهد ارتكاب جيش الاحتلال مجازر بحق المتظاهرين السلميين، حيث رفض الاحتلال وقتها فتح تحقيق في الحادث.
ومنذ ذلك الوقت يحرص الفلسطينيون في مناطق الـ 48 وكذلك في المناطق المحتلة عام 1976 وفي العالم، على إحياء هذا اليوم بفعاليات وطنية تؤكد تمسكهم بأرضهم المحتلة.