تمثل رحلة جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا منذ خروجها من المجمدات في الخطوة الأولى إلى مرحلة تلقيها في ذراع الإنسان، تحديا حقيقيا للسلطات الصحية في الولايات المتحدة والعالم.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن عملية نقل جرعات اللقاحات معقدة للغاية بسبب أنظمة معالجة البيانات الخاصة التي تتطلبها، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة للتأكد من عدم نقلها للفيروس ذاته.
وتستخدم الولايات المتحدة، وهي الدول الأكثر تضررا من الوباء، لقاحي فايزر- بيونتك، إضافة إلى لقاح موديرنا في حملة تطعيم سكانها، الأمر الذي يعقد من عملية النقل، باعتبار أن كل لقاح يتطلب معالجة مختلفة وبرتوكولات تخزين متباينة، وإرشادات خاصة بإذابة الجرعات.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإجراءات من شأنها أن تبطئ من توزيع اللقاحات على السكان في الولايات المتحدة بعد أن فاق الطلب على العرض في مراكز التطعيم.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وعد بمنح 100 مليون جرعة من اللقاحات في أول 100 يوم من رئاسته للبلاد والتي بدأت يوم 20 يناير الماضي.
التخزين الآمن
وتبدأ رحلة اللقاحات المرهقة بالتخزين التي تتطلب مجمدات خاصة ونوعية وتحديدا للقاح فايزر الذي يحتاج لدرجة تخزين تصل إلى 70 تحت الصفر المئوية للحفاظ على صلاحيته من التلف.
في المقابل، يحتاج لقاح موديرنا إلى التخزين في درجة حرارة تصل إلى 20 تحت الصفر المئوية، وهي درجة حرارة المجمد العادي، في حين يبقى اللقاحان صالحان لفترة 6 ساعات فقط بعد خروجهم من المجمد.
وتتأثر المكونات الأساسية للقاحات بسهولة إذا لم يتم تخزينها في درجة الحرارة المناسبة.
ويدير العاملون الصحيون في مواقع التطعيم أوقات التجميد والتبريد والذوبان باستمرار. ولكن في الوقت ذاته، يجب أن ينتبهوا إلى أن اللقاحات المذابة لا تبقى غير مستخدمة بعد فترات انتهاء صلاحيتها البالغة 6 ساعات لكلا اللقاحين.
أدت المخاوف من سرقة اللقاحات أو التلاعب بها إلى دفع العديد من الإدارات والمستشفيات الصحية بالمقاطعات الأميركية إلى دفع أموال للشرطة المحلية لإيصال الجرعات بين مرافق التخزين ومواقع التطعيم.
تدفع بعض المواقع لضباط إنفاذ القانون مقابل حراسة الجرعات على مدار الساعة يوميا منذ نقلها من المستودعات حتى وصولها لمراكز التطعيم.
بروتوكول التطعيم
وتستغرق إدارة وتسجيل درجات حرارة اللقاحات عند وصولها لمراكز التطعيم وقتا طويلا، حيث يتوجب حمل اللقاحات يدويا حسب الحاجة حتى يتمكن موظفو الرعاية الطبية من التأكد من أن الجرعات ليست شديدة السخونة أو البرودة.
ويتم إذابة الجرعات إلى درجة حرارة الغرفة العادية قبل الحقن.
ويتطلب لقاح فايزر المذاب عدة خطوات قبل أن يمكن وضعه في الذراع، إذ يحتاج لوضعه لمدة 30 دقيقة في درجة حرارة الغرفة، ثم رج الزجاجة التي تحتوي أساسا على 6 جرعات جيدا لخلط المكونات بعد الإذابة.
وتخلط هذه الزجاجة بمحلول مخفف قبل أن ترج مرة أخرى 10 مرات للحصول على الجرعات النهائية منها.
لقاح موديرنا لا يتطلب تخفيفا، ولكن يحتاج إلى الرج جيدا أيضا قبل سحب الجرعات إلى الحقنة، إذ تحتوي زجاجة موديرنا على 10 جرعات.
تبلغ كل جرعة من شركة فايزر 0.3 ملم، إذ تحتوي على 30 ميكروغراما من لقاح الحمض النووي الرسول (mRNA)، بينما تبلغ جرعة موديرنا 0.5 ملم، وهي تحتوي على 100 ميكروغرام الحمض النووي الرسول (mRNA).
لقاح فايزر حساس للضوء، بحيث لا يتم تعريضه لأشعة الشمس أثناء عملية إذابته، حيث تغلق النوافذ لحجب دخول الضوء.
تسجيل البيانات
بعد وصول الجرعات إلى السكان، تحتاج عملية تسجيل البيانات إلى تخطيط سليم، في ظل وجود لقاحين مختلفين.
وتفضل كثير من مراكز التطعيم الأميركية تحديد أيام معينة للقاح فايزر، وأخرى للقاح موديرنا لتجنب الأخطاء التي تنطوي على البروتوكولات المختلفة.
ويحتاج فايزر إلى فترة زمنية تصل إلى 21 يوما بين الجرعة الأولى والثانية، بينما تنص قواعد لقاح موديرنا على أن الفترة الفاصلة بين الجرعتين تكون 28 يوما.
وعند منح الجرعات للأشخاص، هناك العديد من متطلبات التوثيق، مثل تسجيل البيانات الأساسية لمتلقي الجرعة، وتسجيل اللقاحات التي تم إعطاؤها لهم. يجب على معظم أقسام الصحة إدخال هذه المعلومات يدويا في قواعد البيانات المرهقة التي غالبا ما تكون منفصلة عن أنظمة الجدولة.
ويعد اسم اللقاح ورقمه وتفاصيل إضافية عن الجرعة، إضافة إلى الإشارة للذراع الذي تلقى الجرعة واسم العامل الصحي الذي منح الجرعة، أبرز البيانات التي يتوجب إدخالها يدويا في قواعد البيانات.
ويحتاج من يحصل على التطعيم إلى الانتظار لفترة تصل إلى 30 دقيقة لقياس أي ردة فعل تحسسية محتملة قبل أن يغادر.
المصدر: "وول ستريت جورنال"