لازالت المناورة التي نفذتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية "الركن الشديد" تحظى باهتمام بالغ محلياً وعربياً ودولياً ولا سيما المستوطنين الصهاينة والذي فتح بابه واسعاً للتكهنات والتحليلات.
ولا شك أن توقيت مناورة "الركن الشديد" لم يكن إلا في وقت حساس وحمل رسائل عدة، خاصةً مع مشاركة معظم فصائل المقاومة الفلسطينية لأول مرة في هذه المناورة.
ولم تغفل وسائل الإعلام العبرية عن متابعة المناورة، كذلك بالنسبة للمستوطنين الذين لم يتوانوا عن متابعتها لحظة بلحظة.
مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية عبد الرحمن شهاب، أوضح أن الصحف العبرية تتابع المناورة العسكرية للمقاومة في قطاع غزة وربطتها بالمناورات التي نفذها جيش الاحتلال.
وبين شهاب في حديثٍ "لإذاعة صوت القدس"، أن المجتمع الصهيوني لديه حساسية الآن من أي قضية وغير جاهز داخلياً فهو منشغل بأزمة كورونا والانتخابات الداخلية.
ولفت إلى أن المناورة تأتي والنظام السياسي الصهيوني غير مستقر وأي تصعيد سيكلفها ارتباكات أخرى ومزيد من انتشار الأوبئة.
وحول نية الكيان الصهيوني للتصعيد قال المحلل شهاب:"لا يوجد أحد من القادة السياسيين في الكيان يعنيه أو يهمه الآن التصعيد ويحاولون الحفاظ على اللهب مع قطاع غزة حتى لا تبرز مشكلة القطاع على طاولة الانتخابات."
وأضاف:"رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو لا يريد أن يطرح ملف غزة لأنه موضوع يطرح فشل النظام السياسي لدى الاحتلال على مدار العقود الماضية في التعامل مع مشكلة غزة ".
واعتبر شهاب، أن مناورة المقاومة في غزة هي رسالة تذكير للمستوطنين أن هنا غزة وفيها أزمتكم وفيها التحدي ولا يمكن أن تكون لهم فرصة للحياة دون رحيل الاحتلال.
كما أن- وفق شهاب- الفصائل من خلال المناورة تذكر المجتمع الصهيوني أن في غزة يكمن فشل الساسة واذا أردتم أن تنتخبوا عليكم أن تنتخبوا من يحل قضية غزة.
وأكد، أن المقاومة لم تنشأ ولم تخلق لتدافع عن غزة فقط ولكن هدفها الحقيقي هو تحرير كامل فلسطين.
من جهته، رأى الدكتور عدنان أبو عامر المحلل السياسي والخبير في الشأن الصهيوني، أن مناورات اليوم حظيت باهتمام ومتابعة عبرية كبيرة ومكثفة من خلال التعليقات الصحفية الخاصة، والخبراء الصهاينة حيث تابعو بكثافة هذه المناورة واعتبروها تحمل رسائل عديدة.
وبين أبو عامر في حديث خاص عبر إذاعة صوت الأقصى، أنه من خلال هذه المناورة، أثبتت المقاومة الفلسطينية بأن لديها جاهزية أكبر من ذي قبل.
وأكد على أن المقاومة الفلسطينية لديها جرأة كبيرة رغم حشودات الاحتلال على حدود غزة وهو ما يوحي بنية الاحتلال إفشال هذه المناورة، لكن المقاومة أصرت على تنفيذ هذه المناورة بكل جرأة واقتدار.
ورأى أبو عامر، أن هذه المناورات تعد ذات بُعْد دفاعي للرد على أي عدوان صهيوني كما أوضحت المقاومة، وفي المدى المنظور كل الأطراف تدفع باتجاه الحفاظ على هذه الحالة الميدانية دون التوجه لشيء آخر قد يكون مكلفاً لجميع الأطراف.