24 كانون الأول 20 - 14:33
ميلاد السيد المسيح(ع):
أحبّ أن ألفت نظر الكثير من أخواننا الّذين يحبون أن يقلدوا المسيحيّين في مسألة شجرة الميلاد، فنحن لا نعارض الاحتفال بهذه المناسبة، لأنّ عيسى نبيّنا ونقدّسه، ولكننا نقول لهم إنّ شجرة الميلاد جاءت من الغرب، فإذا أردتم أن تضعوا في بيوتكم شجرة ميلاد، فبإمكانكم أن تضعوا شجرة من النّخيل، والقرآن يقول إنّ السيّدة مريم(ع) كانت تسند نفسها إلى شجرة النّخيل، وتأكل من رطبها.
وهناك نقطة ثانية أحبّ أن ألفت إليها، وهي، كما يبدو، أنّ عيسى(ع) لم يولد في كانون الأوّل، لأنّه لا رطب على النخيل في هذا الوقت، فيقال إنها كانت في شهر آخر فيه رطب، وإن كان البعض يقول إنّها المعجزة.
ولذلك، فإنّ على المسلمين إذا أرادوا أن يحتفلوا بالميلاد، أن يكون ذلك باجتماع العائلة، وقراءة سورة مريم، وأن نعلّم بناتنا ونساءنا كيف كانت مريم الطاهرة العفيفة العابدة التي انطلقت من الله، والّتي تقبّلها الله، وهذا ما ينبغي أن ننفتح عليه إذا أردنا أن نعيش هذا التّقليد، فعلينا أن نعيشه إسلاميّاً، وألاّ نتّخذه كما يتّخذه البعض مناسبةً للّهو وللميوعة والخلاعة.
🔷 رأس السنة الميلادية:
أمّا رأس السنة، فإنّه يمثّل مسألة حساب للنّفس؛ أن نحاسب أنفسنا كيف كنّا في السنة الماضية، وكيف يجب أن نكون فيما نستقبل من السنة القادمة. إذا كنّا قد أخطأنا، فعلينا أن نستغفر الله من خطايانا، وإذا كنّا قد أحسنّا، فعلينا أن نستزيد من حسناتنا. أن ندرس كيف كنّا في أمّتنا في مواقع القوّة ومواقع الضّعف في الماضي، وكيف يجب أن نكون في المستقبل، ونحن نعرف أنّ الإمام زين العابدين(ع)، علّمنا كيف ندعو في الصّباح والمساء، وكيف ندعو من خلال ذلك في بداية كلّ أسبوع وكلّ شهر وكلّ سنة: "اللّهمّ واجعله أيمن يومٍ عهدناه، وأفضل صاحب صحبناه، وخير وقت ظللنا فيه، واجعلنا من أرضى من مرّ عليه اللّيل والنّهار من جملة خلقك؛ أشكرهم لما أوليته من نعمك، وأقومهم بما شرعت من شرائعك، وأوقفهم عمّا حذرت من نهيك". لتكن سنتنا القادمة سنةً نتقرّب فيها إلى الله، ونفجّر فيها طاقاتنا في سبيل الخير والعدل {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
المرجع المقدس السيد فضل الله