الكونغو تعطي مصلاً تجريبياً للإيبولا لأفراد الطّواقم الطبيّة
بدأت جمهورية الكونغو الديمقراطية إعطاء مصل تجريبيّ لعلاج الإيبولا لأفراد طواقم طبية في مدينة مبانداكا في شمال غرب البلاد، يوم أمس الإثنين، لاحتواء ظهور جديد للفيروس الَّذي يُعتقد أنه المسؤول عن وفاة 26 شخصاً منذ مطلع أبريل/ نيسان المنصرم.
وأشادت منظَّمة الصحّة العالميّة بالأمصال، ووصفتها بأنها "تحول نموذجيّ" في كيفية مكافحة المرض الذي أودى بحياة أكثر من 11300 شخص خلال ظهوره في غرب أفريقيا في الفترة الممتدة بين العام 2013 والعام 2016.
وترسل منظَّمة الصحّة العالميّة أكثر من 7540 جرعة من المصل إلى البلد الأفريقي، جرى تخصيص 540 جرعة منها لمبانداكا، وهي مدينة يسكنها نحو 1.5 ملايين شخص، وتأكَّدت بها أربع حالات إصابة.
وفي حفل حضره وزير الصحّة، أولي إليونجا كالينجا، قام موظّفون بإعطاء المصل الّذي طوّرته شركة ميرك الأميركية، لأفراد طواقم طبية، في مستهلّ جهد حثيث لاحتواء الفيروس قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة.
وقال المدير العام لمنظَّمة الصحّة العالميَّة، تيدروس أدهانوم، إنَّ المشهد في التعامل مع التفشّي الجديد للفيروس، وهو التاسع في الكونغو منذ أول ظهور له في السّبعينيات، يبعث على التفاؤل أكثر بكثير مما كان عليه عند الإبلاغ عن تفشٍ واسع للفيروس في غرب أفريقيا في العام 2014.
وتقع مبانداكا على نهر الكونغو، وفيها وسائل انتقال منتظمة إلى العاصمة كينشاسا، ما يثير مخاوف من احتمال وصول الفيروس عبر مجرى النهر إلى العاصمة التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة.
وأضاف أدهانوم مخاطباً وزراء الصحّة في مستهل الاجتماع السنوي للمنظّمة: "من المقلق وجود حالات إصابة بالإيبولا الآن في مركز حضري، لكنّنا في وضع أفضل بكثير في التعامل مع هذا التفشّي مقارنة بوضعنا في 2014".
وقال رئيس برنامج الطوارئ الصحّية في المنظّمة، بيتر سلامة، إنَّ استخدام جرعة (في. إس. في - ئي. بي. أوه. في)، يعني أنَّ مناطق تفشّي الإيبولا يمكن أن تتوقّع في المستقبل أكثر من مجرد جهود احتواء عبر إجراءات الصّحّة العامة الأساسية، كالعزل والعادات الصحّية.
وقال سلامة لرويترز: "إنّها أوّل مرّة خلال ظهوره (الفيروس)... نستخدم هذا كوسيلة لكبح انتقاله". وتابع: "إنها لحظة مهمَّة تغيّر الطّريقة التي نرى بها الإيبولا منذ 40 عاماً".
وقالت المنظّمة إنّ تفشّي المرض قتل حتى الآن 26 شخصاً من بين 46 حالة إصابة، مضيفةً أنَّ هناك 21 حالة من بين تلك الحالات تأكَّدت إصابتها بالإيبولا بتحاليل معمليَّة، فيما تعتبر 21 حالة أخرى مرجّحة، فضلاً عن أربع حالات أخرى يشتبه بإصابتها بالمرض.