ابتكر ثلاثة طلاب من مدينة غزة جهازاً نوعياً يعمل بنظام هوائيات تلقائية التتبّع لاتصالات الـ WiFi (واي فاي)، عبر مشروعهم الطلابي لتخرجهم في جامعة الأزهر.
ويعدّ الجهاز هو الأول من نوعه فلسطينياً من حيث القدرة على تحديد موقع الهدف وتوجيه هوائي (انتينا) عالية التوجيه باستمرار باتجاه الجهاز، لإنشاء قناة اتصال واي فاي لمسافات بعيدة جداً.
وقال الطالب الخريج عطية أحمد: "إن مشروع التخرج والجهاز يعمل على نظام تتبع لأجهزة الواي فاي المتحركة في الفضاء الثلاثي الأبعاد".
وشارك في مشروع التخرج الطالب عطية أحمد، والطالبتان زكية أبو جراد وهبة الكيلاني، تحت إشراف الدكتور فوزي أبو جراد. وتخرّج أحمد في جامعة الأزهر خلال العام 2018، ويعمل معيداً في الجامعة نفسها بعد تفوقه وحصوله على المركز الأول في كلية الهندسة.
وأوضح أحمد في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن المشروع يهدف إلى زيادة مدى اتصالات الواي فاي لمسافات بعيدة جداً مع الأجسام المتحركة في البر والبحر والجو.
وبيَّن أنه يعمل على تتبّع أجهزة الواي فاي لاستخدامات تتعلَّق بالبحث أو التصوير أو تحديد الزاوية الأمثل للإرسال، وتطوير تقنية جديدة لتتبّع أجهزة الواي فاي مختلفة عن الأنظمة الحالية.
وتكمن أهمية المشروع العلمية في أنه نظام تتبع تلقائيّ لأيّ مصدر إرسال واي فاي، سواء متحرّك أو ثابت، وعمله في نظام ثلاثي الأبعاد، ما يشمل الأهداف المتحركة برًّا وبحرًا وجوًّا.
وأوضح أنَّ الجهاز يعمل على زيادة مدى إرسال أجهزة الواي فاي إلى مدى يزيد على كيلومتريْن، ما يسهّل كثيراً إنشاء اتصالات واي فاي في المناطق النائية أو داخل البحر أو في الجو بكفاءة عالية.
وذكر أنه يعدّ تقنية جديدة لتحديد موقع الهدف وتتبّعه، بحيث لا يحتاج إلى أيّ إضافات على أنظمة الواي فاي الحالية، ويستفيد بأكبر قدر ممكن من الطاقة المستخدمة في الإرسال والتقليص منها كثيرًا.
ويعدّ المشروع نقلة نوعية على مستوى مشاريع التخرج داخل الوطن، حيث يعتبر نوعاً من أنواع رادارات التتبع المتقدمة، وهو يستهدف، وفق عطية، الاتصالات البحرية، وتزويد المراكب بالإنترنت، وأيضاً الصحافيين وأصحاب البث المباشر في المناطق المنعزلة، بديلًا من اتصالات الأقمار الصناعية العالية التكلفة.
وبإمكان الجهاز تطوير ملاعب كرة القدم عن طريق تتبّع كرة قدم ذكيّة مزوّدة بشريحة واي فاي، ما يؤتْمت عملية تغطية المباريات إعلامياً. ومن أبرز العقبات التي واجهت الطلبة خلال إنتاجهم الجهاز، قلة الأدوات التقنية في غزة، وصعوبة توفيرها، وصعوبة في التنقل وإجراء الاختبارات، بسبب شكل الجهاز والظروف الميدانية التي يعيشها قطاع غزة. كما أنّ وصلات كوابل نقل الداتا لم تتوافر كثيرًا في السوق المحلي.
وطالب أحمد الجهات الحكومية والمؤسَّسات المهتمّة بالبحث العلمي بالاهتمام بالمشروع، والاهتمام بالبحوث العلمية في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والعمل على تطوير المشاريع بقفزات نوعية.
وأشار إلى أنَّ من عقبات تطبيق المشروع وتنفيذه في قطاع غزة، وجود شبكات إنترنت الواي فاي المتداخلة في غزة، نتيجة انتشارها كنقاط بيع غير منظّمة.